مظلومية وانتصار

إثر معركة الموصل.. مساع أمريكية لإعادة تدوير “داعش”

تقارير | 5نوفمبر |  محمد فايع: كشفت معركة استعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي تكفيريي “داعش”، حجم التآمر على الأمة العربية وشعوبها، هذه المعركة أكدت الدور الأمريكي القذر في مؤامرة تقسيم الأمة وتجزئة دولها، ورعايتها للتكفيريين، وأن أجهزة واشنطن الاستخباراتية هي التي تحرك التكفيريين من (داعش والقاعدة والنصرة ) وغيرها.

في بداية انطلاقة معركة الموصل أعلن وزير الخارجية الأمريكي آشتون كارتر بأن الهدف الأول، بعد معركة تحرير الموصل من تنظيم “داعش”، هو الرقة السورية وأكد بأن واشنطن كانت انطلقت أصلا من أن معركة الرقة يجب أن تبدأ بعد قليل من مباشرة عملية ضد “داعش” في الموصل.

وكان كارتر في أواخر شهر أكتوبر المنصرم  قال بأن العمل يجري على إنشاء قوات محلية قادرة على تنفيذ مهمة تحرير الرقة، مشدداً على أن العملية ضد “داعش” في هذه المدينة ستكون “امتداداً منطقياً” لمعركة تحرير الموصل في العراق.

التصريحات الأمريكية والتقارير الميدانية المتتابعة أكدت في النتيجة بأن أمريكا بتحالفها الدولي تسعى لإعادة تدوير داعش؛ واستخدامها مجددًا، ولكن هذه المرة في سوريا، وبالتحديد في الرقة، فمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون قالت إن التقدم العسكري الأمريكي في العراق يساعد على إخراج داعش من هناك وحصر التنظيم في مناطق ضيقة من سوريا.

داعش” المتنقلة من الرقة إلى الموصل والعكس في عام 2015 قال محمود السورجي، المتحدث باسم قوات الحشد الوطني في محافظة نينوى شمالي العراق، إن تنظيم “داعش” نقل عائلات قادته ومسلحيه من مدينة الرقة السورية إلى مدينة الموصل، خشية تعرضهم لغارات طيران التحالف الدولي، الذي يستهدف معاقله بكثافة داخل الأراضي السورية.

اليوم تشير المعلومات إلى هجرة عكسية يقوم بها “داعش” من الموصل إلى الرقة، “فداعش” عندما تزداد الضغوط عليه في سوريا يلجأ إلى العراق، وعندما تزداد عليه الضغوط في العراق يشد الرحال إلى سوريا.

ففي شهر أغسطس الماضي أكد مصدر أمني في محافظة نينوى العراقية أن تنظيم “داعش” نقل ملفاته المهمة التي تتضمن قاعدة بيانات بشأن عناصر التنظيم ومخططاته من الموصل الى الرقة في سورية، مؤكدًا أن التنظيم نقل عددًا من مقراته الرئيسية إلى بيوت سرية في الموصل.

تصرفات “داعش” في التعامل مع الطريق الواصل بين الرقة والموصل بأريحية تشي بأن هناك ممرات آمنة لهذا التنظيم تؤمنها دول داعمة له، حيث قال مصدر من داخل مدينة الموصل العراقية إن تنظيم “داعش” أخبر مقاتليه المصابين بأنه يمكنهم الرحيل إلى مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، وذلك قبل أيام من استعدادات السلطات العراقية لعملية تحرير الموصل من قبضة التنظيم،

وتحدثت مصادر إعلامية عديدة نقلا عن مصادر محلية داخل مدينة الرقة بأن 10 حافلات و12 سيارة محملة بعوائل أجنبية لعناصر “داعش” وصلت من مدينة الموصل العراقية.

وبحسب وكالة “رووداو” الكردستانية نقلاً عن مصدر مطلع بأن “العديد من عناصر تنظيم “داعش” وصلوا إلى مدينة الرقة، من بينهم عدد من عائلات لمقاتلي التنظيم المهاجرين، مع مرافقة عسكرية” مشيرًا إلى أن العائلات التي وصلت إلى المدينة تم إسكانها في السكن الشبابي بحي الرميلة.

تقارير ومصادر متعددة أكدت بدورها بأن الإدارة الأمريكية لديها مشروع لتكديس مسلحي “داعش” في المنطقة الشرقية بسوريا، أي في الرقة ودير الزور، وعلى امتداد الأراضي العراقية، بمعزل عن منطقة الأكراد.

التعاطي الأمريكي مع “داعش” بهذه الطريقة ليس الأول من نوعه، ففي معركة الفلوجة والأنبار كان الأمريكيون يفتحون الطرق أمام “داعش” المهزوم؛ للخروج إلى سوريا وتحت أعين الطائرات الأمريكية بدل قصفهم وضربهم.

التعاون الأمريكي مع “داعش” أكده الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عندما قال إنه خلال التحضير لعملية الموصل، كانت هناك مساعٍ لفتح الطرق أمام “داعش؛ للخروج من الموصل والتوجه إلى الرقة ودير الزور، والدليل على ذلك هو تخلف الأمريكيين عن معركة الرقة، وأكد نصر الله أن الهدف من الغارات الأمريكية على مواقع الجيش السوري في دير الزور هو إسقاط مواقع الجيش؛ ليسقط المطار ثم المدينة بالكامل بيد “داعش”، لأن أمريكا تريد “لداعش” أن يسيطر على دير الزور والرقة، فيما لم يعد بقاء “داعش” في شمال حلب مهمًّا لأمريكا، وتركته للأتراك.

عراقياً أكدت العديد من المصادر المحلية والميدانية بأنه عندما تقدم الجيش العراقي مدعوماً من الحشد الشعبي والعشائر العراقية، لإطباق الحصار على( داعش)، سارعت الولايات المتحدة إلى فتح مسارات آمنة للتكفيريين  للخروج من الموصل، ودفعهم لعبور الأراضي السورية نحو مدينة الرقة، بالتعاون مع العصابة الحاكمة في كردستان العراق.

المعطيات السابقة  تؤكد بشكل واضح ثلاث حقائق هامة هي:

أولا : أن تلك المعطيات الميدانية وتلك التصريحات الأمريكية  كشفت وللمرة  الألف أن واشنطن  هي التي صنعت (داعش) وغيرها فتحركها متى تشاء، وإلى أية جهة تريد،  كما تقدم وتهرب لها  الأسلحة ولأمريكا  قواعدها ومراكزها العميلة  التي تقدم الاموال وتدفع بالمخدوعين الى (داعش) واخواتها.

ثانيا : أن أمريكا لا تريد لهذه لتنظيماتها التكفيرية  من (داعش) واخواتها أن تنهزم، حتى تواصل تحريكها في ساحات الأمة تخريبا وقتلا وتدميرا وإشغالا عن مواجهة الزحف الاسرائيلي نحو الوطن العربي بأقطاره المختلفة، بعد أن تكون قد نجحت في تصفية القضية الفلسطينية، بأيدي الأعراب في الخليج الذين يمولون حروب ومؤامرات إسرائيل وأمريكا.

ثالثا  : أن فتح المسارات الآمنة لهروب عناصر (داعش) هو خلط أوراق من جانب واشنطن، عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ويرى بعض المراقبين أن ما يجري في الموصل والرقة، وما تقدم عليه واشنطن من خطوات معادية خطيرة، قد تتسبب في حروب بين روسيا والولايات المتحدة ميدانها الأراضي السورية، إن فتح ممر خاص في جنوب الموصل لخروج مسلحي( داعش) باتجاه سوريا يفسر لماذا توقف التعاون بين أمريكا وروسيا بشأن الأزمة السورية، وفي منطقة حلب تحديدا.

بعد كل هذه الحقائق التي كشفت عن حقيقة المشروع الامريكي الصهيوني التكفيري التدميري والاجرامي المستهدف بالدرجة الاولى لشعوب المنطقة العربية والعالم الاسلامي…الا يجب ان يكون هناك ما موقف للشعوب العربية مما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها وخاصة بعد الخطوات المفضوحة التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرا، وفي مقدمتها، فتح مسارات آمنة لنقل عناصر ( داعش)؟!.

أليست الحقائق اليوم تقول بأن واشنطن هي التي تحرك “داعش” لتدمير الساحات العربية، وقتل أبنائها,,

أليست أمريكا هي التي تشن حربا دموية تكفيرية على شعوب الأمة؟! فلماذا لا تنطلق هذه الشعوب للرد على أمريكا وأدواتها من أنظمة الردة؟!.