مظلومية وانتصار

الإعلام في خطاب السيد القائد

فصَّل قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بذكرى شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي، المعركة الإعلامية التي يخوضها العدو الأمريكي والغربي معززاً باللوبي اليهودي والصهيوني على أمتنا الإسلامية، واليمن بوجه خاص.

قائد الثورة وهو يعيد تعريف الإطار المفاهيمي للإعلام كفاعل رئيسي في بناء الوعي، لا خبراً هدفه الإبلاغ فقط، أعاد أيضاً تثبيت الخطاب القرآني كمرجعية لأنماط وأنواع وخصائص الخطاب الإعلامي. ذلك أن الإجراء التنفيذي يعتمد على جوهر الخطاب القرآني في عملية الاتصال والتواصل الفعالة، لا نصه الحرفي بالضرورة.

هذا التنوير في خطاب قائد الثورة لم يكن عارضاً فرضته طبيعة المواجهة والتصدي للعدو وحسب، بل ما يجب أن يكون حالة مستدامة باستدامة الأمة الإسلامية على هذه الأرض.

ما يتعلق بتماسك البنية المعرفية للوعي الإسلامي، يناط اليوم بالآلة الإعلامية كفاعل رئيسي، ويتكامل معها الإرشاد الديني، والتربوي، والتعليمي، والثقافي، في إطار استراتيجية شاملة طويلة الأمد، يتماسك فيها الوعي، ويرتقي بعملية تراكمية وبناء منظم تحصن هذه الأمة من الاختراق، وبالتالي تحافظ على هويتها الإيمانية، ومقوماتها الحضارية.

على مستوى محلي، أوضح قائد الثورة عوامل صمود الشعب اليمني وأسباب انتصاره في معركة الوعي “التي لو لم يكن فيها المشروع القرآن لتم سحقه”.

لكن تحصين الوعي الجمعي يتطلب إصلاحاً إعلامياً معنياً بالسيطرة على الجمهور المحلي، وتجاوز ذلك إلى التأثير في الجمهور الخارجي. إذ يصعب السيطرة على الجمهور المحلي، ما لم نمتلك قدرات الإرسال الاستراتيجي المؤثر بالجمهور الخارجي.

الإعلام الغربي وشركاه، أقدر على مخاطبة جمهورنا من الإعلام المحلي، وأكفأ على تشكيله نفسياً ووجدانيا وفكرياً وسلوكياً، لذلك هو أقدر على توجيهه. ونحن من نخاطب؟ وبالتالي من نحكم؟ هذه قضية بالغة الخطورة إن لم تكن على المدى المنظور، فعلى المدى الاستراتيجي.

يشتغل الإعلام الخارجي على التراكم المعلوماتي والبناء المنظم ضمن هدف استراتيجي (اسقاط المشروع القرآني) فينمو هدفهم عبر أحداث يومية بهندسة اتصالية علمية فائقة الدقة، بالمقابل إعلامنا غارق بردة الفعل، بدلاً عن المبادرة. وهذه سمات الإعلام التقليدي (يستسلم للواقع) بينما الإعلام الاستراتيجي (يشكل واقعاً).

ثمة قصور بالعملية الاتصالية، من تشكيل الوعي، إلى الوجدان، إلى الثقافة، إلى التربية، إلى الممارسات السلوكية… الخ. وبالتالي نضطر أحياناً إلى التعويل على العاطفة، وهو أمر يبدو تأثيره مؤقتاً.

إن ضعف الإعلام له أثر كبير وخطر على الأمن القومي، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أمن قومي لأي دولة دون وجود إعلام قوي، لذلك كان لمعركة الوعي أهمية بالغة في خطاب قائد الثورة باعتبار الوعي المخترق مقدمة لفرض الهيمنة الغربية الشاملة إذ نتخلى بالنتيجة النهائية عن هوياتنا، ويصبح نهوض الأمم والشعوب حصراً باتباع النموذج الغربي، وصولاً إلى “إحكام السيطرة لدرجة ألا يكون هناك صوت تحرري يعيق مؤامراتهم”. كما قال قائد الثورة.