مظلومية وانتصار

الدورات الصيفية: ترسيخ الهُوية الإيمانية، والانتماء الراسخ لجيل اليمن الثائر

تُعد المراكز والدورات الصيفية بمثابة حصن يتزود فيه الأبناء بالعلم والنور والهداية، ويتعلمون أفضل القيم والمبادئ القرآنية، وكل الصفات النبيلة، والأخلاق الحميدة، حيث سيتعلم الأبناء في المراكز الصيفية أحكام الدين الأصيل وشريعة الإسلام المحمدي الحنيف، وسيتخرج المشاركون فيها وهم متسلحون بالعلم والمعرفة والوعي والبصيرة والهدى والرشد وبكل ما تعني الكلمة من معنى.

افتتاح وتدشين الدورات الصيفية:

أعلنت اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية عن بدء الدورات الصيفية في 9 شوال 1444هـ والتي ستنطلق في مختلف المدارس والمساجد في عموم المحافظات، وأن على الراغبين في الاستفادة سرعة التسجيل والالتحاق بأقرب مدرسة صيفية.

وقد دشنت بالعاصمة صنعاء والمحافظات، أمس السبت، الدورات والمدارس الصيفية للعام 1444ھ تحت شعار “علم وجهاد”.

وتوقع رئيس اللجنة الفنية للأنشطة والدورات الصيفية عبدالله الرازحي ارتفاع عدد الطلاب الملتحقين في الدورات الصيفية للعام 1444هـ إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة.

وأشار الرازحي لصحفية “الثورة” إلى أن هذا العدد من الطلاب سيتم استيعابهم في 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ونموذجية ومغلقة، يعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس في المحافظات والمديريات.

ولفت إلى أن الدورات والمدارس الصيفية خلال العام الماضي 1443هـ، حققت نجاحات فاقت التوقعات، بتنفيذ أكثر من مليون نشاط استهدف أكثر من 733 ألف طالب وطالبة، منوها إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالدورات الصيفية العام الفائت بلغ 733 ألفًا و722 طالبًا وطالبة.

ويأتي افتتاح وتدشين الدورات الصيفية في إطار الاهتمامات التعليمية والتثقيفية للشعب اليمني الذي يتمسك ويواصل اهتمامه بالتعليم، والأنشطة الثقافية، بمختلف أنواعها، بالرغم مما يعانيه من العدوان، والحصار، والاستهداف الواسع الذي توجه جزء كبير منه نحو منع وإعاقة التعليم، والسعي نحو منع أي أنشطة تثقيفية وتعليمية.

استهداف العدو للعملية التعليمية:

استهل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمته التي القاها في تدشين المراكز الصيفية للعام 1444هـ/2023م بالحديث عن استهداف العدو للعملية التعليمية في كل مراحلها، إذ يقول: “لا يخفى علينا جميعًا كم دُمِّر من المدارس، واستُهدِف من المدارس والجامعات، واستُهدِف من المساجد، من جانب تحالف العدوان، وكيف استُهدِفت العملية التعليمية في كل مراحلها، وفي كل مجالاتها، بالحصار، الحصار: جزء منه يستهدف العملية التعليمية، وكيف تُستهدَف العملية التعليمية، والأنشطة التثقيفية والتعليمية، بحملات دعائية وإعلامية واسعة ومكثفة؛ بهدف إبعاد الناس عنها، وثني الناس عنها، والتشكيك فيها، والسعي لصد الناس عن الإقبال إليها، حرب متنوعة، وحرب شاملة، تستهدف هذا المجال المهم، وهذا أيضًا مما يفضح طبيعة أهداف الأعداء، وطبيعة عدوانهم لشعبنا العزيز، ومن الشواهد الكبرى على سوء أهدافهم، وطبيعة توجهاتهم العدائية، عندما حاربوا شعبنا العزيز في كل شيء، حتى في هذا المجال المهم، معنى ذلك: أنهم يريدون أن يعيقوا على شعبنا العزيز نهضته، وأن يعيقوا عليه كل أنشطته الأساسية، التي يبني عليها مسيرة حياته.

ثم مع كل ذلك، وبالرغم من حجم الاستهداف، والمعاناة، وتقديم الشهداء الكُثًر، والمعاناة الشديدة جدًا، على المستوى المعيشي، الذي كان لوحده يمكن أن يكون ضاغطًا كافيًا لإعاقة العملية التعليمية والتثقيفية، إلَّا أن الأنشطة التعليمية مستمرة، بمعونة الله، وبتوفيق الله، وبصبر الرجال الأكفاء، ومثابرة الطلاب الأعزاء، والتعاون من أبناء شعبنا العزيز، لهذا استمرت العملية التعليمية”.

أهمية استغلال العطلة الصيفية:

مما لا شك فيه فإن هناك أهمية بالغة وحاجة ماسة لاستغلال العطلة الصيفية لمليء الفراغ وصناعة المزيد من الوعي والبصيرة لدى أبناءنا وبناتنا وتعليمهم وتوعيتهم وتربيتهم تربية صالحة وبما من شأنه أن يجعل منهم جيلاً متعلماً ومتنوراً ومستنيراً وجديراً بمواصلة الثورة التحررية والنهضة الوطنية الشاملة.

وتعد المراكز والدورات الصيفية، وما تمثله وتقدمه من العلوم والمعارف والوعي والهدى والثقافة القرآنية فرصة ثمينة لا ينبغي للإباء وأولياء الأمور تفويتها وإضاعتها؛ لما لهذه المراكز من أهمية كبيرة يتم من خلالها التصدي للأفكار الضالة والأفكار المغلوطة، وتحصين الأجيال وحمايتها من المفاهيم المغلوطة، والثقافات الدخيلة والهدامة، والعقائد الباطلة والأفكار التكفيرية المتطرفة التي انتشرت بفعل الغزو الفكري الوهابي.

وفي هذا الصدد، يؤكد السيد القائد بالقول: “ندرك أهمية الدورات الصيفية، التي تأتي في إطار التعليم الصحيح، وتقديم المعارف النافعة، التي تجسد مكارم الأخلاق، والتي تُقَدِّم بشكلٍ صحيح مفاهيم الإسلام، في الدورات الصيفية، يحظى الجيل بترسيخ الهُوية الإيمانية، والانتماء الراسخ، الواعي، المسؤول، لشعبه وأمته، ويحظى بالوعي، يكتسب الوعي.

ونحن في مرحلة، من أهم ما نحتاج إليه، وفي مقدمة ما نحتاج إليه جميعًا (كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً)، هو الوعي، نحن في مواجهة حرب رهيبة في هذا العصر، يقودها أعداء الإسلام، اليهود والنصارى، أمريكا وإسرائيل، وحلفاؤهم، هجمة رهيبة جدًا، على مستوى التزييف، والإضلال، والإفساد، والتحريف للمفاهيم، والتجهيل للناس بحقيقة الأمور، تقديم صورة مغلوطة عن كل الأشياء، نحتاج إلى الوعي؛ فالجيل يحظى في هذه الدورات بالوعي، ويتربى على مكارم الأخلاق: لأن منهجية الإسلام، تعتمد بشكلٍ متوازن على: التعليم بالعلم النافع، والتربية، والتزكية، التربية على مكارم الأخلاق، والتزكية للنفوس؛ لأنها عملية بناء للإنسان، وهداية للإنسان، وإصلاح للإنسان، وارتقاء بالإنسان؛ فالجيل يحظى في الدورات الصيفية بالتربية على مكارم الأخلاق، يحظى بالتربية الإيمانية”.

الدعوة عامة للجميع:

إن خير من يحفظ الأبناء من الـفـساد والحرب الناعمة والفراغ هي المراكز والدورات الصيفية؛ لأنها ستنمي فيهم القيم والأخلاق الإسلامية الحميدة، وتكسبهم العلم والمعرفة في كافة جوانب الحياة، وتحصنهم من الفساد الأخلاقي والحرب الناعمة، لاسيما وأن الدفع بالأبناء نحو المدارس الصيفية المفتوحة والنموذجية والمغلقة مسؤولية دينية.

وبإذن الله تعالى سيتم افتتاح المراكز الصيفية في المدارس والمساجد وفي مراكز متنوعة، ومن باب المسؤولية الدينية فإن الدعوة عامة للجميع بأن يبادروا في تسجيل أبنائهم، حيث يستفيد أبنائهم بشكل كبير لاسيما وأن تلك المراكز هي البديل الأفضل والأصلح للأبناء بدلاً من اضاعة الوقت والعطلة الصيفية في مالا فائدة منه.

ويؤكد السيد القائد على الدفع للأبناء في المشاركة في هذه الدورات الصيفية، وفي الالتحاق بها، إذ يؤكد بالقول: “من المهم أن يكون هناك دفع للأبناء، في المشاركة في هذه الدورات الصيفية، وفي الالتحاق بها، بالرغم- مثلًا- أن البعض قد يرغب في أن يستفيد من أبنائه، في مرحلة العطلة الصيفية، في أنشطة، أو خدمات، أو أعمال هنا أو هناك، لكنَّ هذا جانب مهم جدًا.

الإنسان الذي يسعى للاهتمام بأبنائه، في أن يتعلموا العلم النافع، وأن يتربوا التربية الإيمانية، هو ينصح لنفسه، وينصح لأسرته، وهذا هو الذي سيفيده من أبناء أسرته، حتى وإن كان يركز على خدمتهم، أو منفعتهم، أو اهتماماتهم، في إعانته في بعض الأمور، سيكونون خير سندٍ لك، إذا تعلموا، إذا تهيأت لهم التربية اللازمة. المجتمع معنيٌ بالدفع بالأبناء للالتحاق بالدورات، وعدم الالتفاتة إلى المخذلين، والمثبطين، الذين يحاولون أن يصدوا الناس عن ذلك”.