مظلومية وانتصار

السفينة الإمارتية والتضليل الإعلامي

تقارير | 01 أكتوبر | طالب الحسني : تجري رياح زيف وسائل إعلام العدوان بما لا تشتهي حقيقة السفينة الإمارتية التي تم استهدافها قبالة السواحل اليمنية في تعز.

الصدمة الأولى أجبرت القوات المسلحة الإماراتية على توليف بيان وابتكار رواية، تخفي هذه الرواية كل شيء باستثناء أن السفينة تعرضت لحادث، وحادث فقط ودون الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى.

قبل أن يأخذ التضليل مساراً آخر ويغرد خارج الواقع، فتدعي الإمارات أن السفينة المستأجرة كانت تشارك في إقامة سلسة من الأعمال الخيرية والانشائية والتنموية وإعادة الاعمار ومجالات الصحة والتعليم والاسكان.

وفي الوقت الذي كشفت المسيرة عن وجود مشاهد وثقها الإعلام الحربي أثناء وقبل استهداف السفينة الحربية العسكرية نوع “سويفت” ولحظة احتراقها.

كان تحالف العدوان يطلق بياناً متناقضاً تماماً مع بيان القوات المسلحة الإماراتية، ويضع ملامح أن السفينة تحمل إغاثة ويؤكد وجود إصابات، في تناقض صارخ ينبئ عن إرباك يخفي الحقيقة التي يراد لها أن تصل.

وفيما كان ورد في البيان الاماراتي الأول أنه يجري التحقيق في ملابسات العملية أو الحادثة، جاء بيان قوى العدوان ليدعي أنه تم استهداف السفينة التي زعم أنها مدنية عبر زوراق وأنها تم ملاحقة الزوراق بالطيران .. وبعد هذا وذاك خرج الإعلام الحربي في الوقت المناسب ليكشف للعالم العملية بالصوت والصوة وليثبت أن السفينة عسكرية وتمارس أعمالا عدائية، وأن العملية تمت بإطلاق صاروخ موجه ومناسب دمر السفينة وأحرق أحلام محركيها هنا قبالة سواحل المخاء.

تزييف قوى العدوان المكشوف ومحاولة تغليف الحقيقة وصرف الانظار عن المهام العسكرية العدوانية التي تقوم بها السفينة يسقط امام  ابجديات تحقيق جدي ومنطقي وواقعي..؟؟ فماهي المهام الانسانية والانشائية التي تقوم بها الإمارات في ظل استمرار العدوان والتدمير والتصعيد العسكري الذي يستهدف المنشئات المدنية وكل القطاعات الحياتية في اليمن.

الإمارات وحتى هذه اللحظة لا تزال تراهن أن شبه معلومات تضليلية قدمتها القوات المسلحة وبيان تحالف العدوان أحرزت المطلوب لإخفاء الحقيقة، لكنها لا تستطيع إجبار انكسارها العسكري ومعالجة آثاره  في مسار معركة تحولت بفعل الصمود اليمني إلى مستنقع  للاستنزاف المفتوح برياً وبحرياً.

تؤكد الأحداث المتتالية بقاء معركتين يخفق العدوان في كليهما، المعركة العسكرية ومعركة إقناع الرأي العام في الداخل اليمني بأن ثمة جوانب إنسانية يحمله العدوان الذي يستهدف الإنسان أولاً وأخيراً.