مظلومية وانتصار

السيد عبد الملك الحوثي: إعلان العدوان من واشنطن كشف طبيعة الدور الأمريكي

شعبنا يمتلك الشرعية القرآنية في التصدي للعدوان

أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إعلان العدوان من واشنطن كشف طبيعة الدور الأمريكي بأنه الأساس في العدوان.. مضيفا أن معظم السلاح الذي قتل أبناءنا أمريكي شنته مقاتلات أمريكية بتدريب وإشراف أمريكي حتى في مجال تحديد الأهداف على الأرض.

وقال السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له ، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الثامنة للصمود في وجه العدوان: الأمريكي عبر أدواته يسعى إلى احتلال بلدنا والسيطرة على منابع الثروة النفطية فيه ومواقعه الاستراتيجية ليتخذها قواعد عسكرية.. لافتا إلى أن تصوير العدوان على أنه مشاكل داخلية يمنية هي محاولات مفضوحة مقابل وضوح العدوان الخارجي المعلن من واشنطن.

وأضاف” العدوان بالأساس هو عدوان أمريكي شنته أمريكا عبر عملائها الإقليميين لتتفادى هي الخسائر.. لافتا إلى أن الدور البريطاني والإسرائيلي مساهم في التحريض والدفع والتخطيط للعدوان تحت الرعاية الأمريكية.

وفيما يتعلق باليوم الوطني للصمود فأكد السيد أن شعبنا يترجم صموده بشكل عملي في صبره وتماسكه وثباته وجهاده ومرابطته في الجبهات فشعبنا الذي اعتمد على الله ووثق به لمس كل هذه السنوات الرعاية العجيبة والتأييد والمعونة من الله .. مضيفا : نشكر الله الذي أعاننا وثبتنا وله الفضل أولًا وأخيرًا في صمود شعبنا”.

ولفت السيد إلى أنه في مقابل ما عاناه شعبنا من تخاذل محيطه العربي والإسلامي باستثناء أحرار الأمة لمسنا أهمية التوكل على الله فالكثير من أبناء الأمة وقفوا متخاذلين ومتفرجين وساكتين بالرغم من وضوح مظلومية شعبنا.

وجدد السيد التأكيد على حق شعبنا المشروع بكل الاعتبارات في الصمود ومواجهة العدوان الإجرامي الظالم.. موضحا أن من توفيق الله أن تبنّى شعبنا موقف الصمود والتصدي للعدوان من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية.

وأكد أن شعبنا يمتلك الشرعية القرآنية في التصدي للعدوان بالاستناد إلى آيات الله وكتابه.. موضحا أنه لا قيمة للغطاء الأمريكي ولا للمؤسسات الدولية التي تتغاضى عن العدوان وجرائمه ومساعيه الباطلة..

وأوضح السيد أن حرب تحالف العدوان علينا هي عدوان ظالم لا مبرر له وممارساته إجرامية منذ اللحظة الأولى فالعدوان هدف إلى احتلال بلدنا والسيطرة التامة على شعبنا والمصادرة لحريتنا واستقلالنا بغية استعبادنا، كما أن الممارسات اليومية لتحالف العدوان طوال السنوات الثماني لم تخرج عن إطار الظلم أو الاحتلال أو العدوان.

وأكد أنه لا يمكن لشهود الزور ولا لأي مسميات وعناوين أن تشرعن الجرائم الوحشية المرتكبة بحق شعبنا.. مشددا على أن موقف شعبنا جهاد مقدس بكل ما تعنيه الكلمة، وهو الموقف المشرف الذي نصمد ونثبت عليه باعتباره مسؤولية وجهادا في سبيل الله.

دور الخونة

وأوضح السيد القائد أن دور الخونة من أبناء الوطن هو في إطار التجنيد في صف العدوان في سبيل تمكين التحالف من احتلال البلد وهذا الدور يشبه من وقفوا مع بريطانيا سابقا في احتلال جزء من بلادنا.

وجدد التأكيد على أن موقف شعبنا هو الموقف المشروع في مواجهة عدوان خارجي من قبل أعداء الأمة الإسلامية بكلها.. لافتا إلى أن الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق شعبنا وصلت لدرجة استحالة إنكارها رغم الأموال التي دُفعت للتغطية عليها ، وهذه الجرائم أثبتت للعالم أجمع أن التحالف هو الظالم مقابل مظلومية شعبنا الذي يقف موقف الحق في الدفاع عن نفسه وأرضه واستقلاله وحقوقه المشروعة.. موضحا أن تحالف العدوان سعى من خلال جرائم الإبادة الجماعية إلى قتل أكبر عدد من أبناء شعبنا

جرائم بحق الشعب

ولفت السيد إلى أن العدوان سعى إلى حرمان شعبنا من كل ثروته الوطنية وتجفيف الإيرادات وسرقة الثروات وحرمان الموظفين من المرتبات، كما شملت جرائم تحالف العدوان منع المواطنين من السفر والتنقل للعلاج جوا وبرا وتسبب ذلك في معاناة كبيرة من بينها وفاة الآلاف من المرضى.

وأضاف السيد: شملت جرائم تحالف العدوان الاستهداف للصحة والتعليم وقصف الكثير من المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية واستهداف خزانات المياه والآبار وهدف إلى صناعة معاناة للمواطنين حتى في الحصول على مياه الشرب.. مضيفا أن العدوان استهدف أيضا مراكز إيواء المكفوفين ورياض الأطفال ومدارس تحفيظ القرءان والآثار الإسلامية وبيوت الله المقدسة وحتى المقابر.

وقال السيد: كل جرائم العدوان واضحة ثابتة وموثقة بالصوت والصورة، فبأي منها تكذبون ولأي منها تبررون؟ جرائم العدوان موثقة بالصوت والصورة والإحصاءات، والشعب اليمني والعالم راقب ذلك بما لا يدع مجالا للنكران والتبرير.

يوم لإظهار صمود شعبنا

ولفت السيد إلى أن يوم الصمود الوطني هو مناسبة لإظهار صمود شعبنا وتمسكه بموقفه في التصدي للعدوان والتصدي للطابور الخامس.. مضيفا : انعكس موقف شعبنا في الرفد للجبهات والتجاوب مع التعبئة العامة وحضور المسيرات والتجمعات بشكل واسع كما انعكس في مواجهة مثيري الفتنة في الداخل، وهذا الصمود الشعبي انعكس في الجبهات والمواقف البطولية للجيش واللجان الشعبية وتابع العالم مشاهد البطولات حتى باتت مضرب المثل.

وتطر ق السيد إلى مظاهر الصمود في وجه العدوان قائلا: من مظاهر الصمود الوطني والشعبي، المرابطة في الجبهات رغم طول سنوات العدوان والأعباء الاقتصادية ومن مظاهر الصبر والصمود، موقف أسر الشهداء الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم ورضاهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات ومثلهم أيضا الجرحى وأسرهم والمرابطين وأسرهم.

وأضاف السيد أن من مظاهر الصمود التصنيع العسكري رغم الصعوبات والإمكانات المحدودة أحد مظاهر الصمود الوطني وكذلك صمود الموظفين واستمرارهم في أداء مهامهم رغم المعاناة الاقتصادية عكس إخلاصهم وصمودهم.

محصلة الصمود فشل العدوان

وأوضح السيد أن محصلة الصمود لشعبنا هو فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه ومساعيه لاحتلال كل بلدنا والسيطرة التامة دون أي نوع من الجهاد والمقاومة.. لافتا إلى أن من أهداف تحالف العدوان التي أفشلها الصمود الشعبي إنشاء قواعد عسكرية في كل جغرافية اليمن وسرقة الثروة.

وأكد أن العدوان فشل في احتلال العمق الاستراتيجي للبلاد الذي تحول إلى منطلق لتحرير المناطق المحتلة.

طريق السلام واضح

كما أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنه مع تحقق فشل العدوان، فإن صمود شعبنا يجب أن يتواصل لتحقيق الثمار والحفاظ على المكاسب فلا حلول لدول العدوان سوى وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال.

وقال السيد: طريق السلام هو بإيقاف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار واستكمال عملية تبادل الأسرى.

ولفت السيد في كلمته اليوم بمناسبة اليوم الوطني للصمود في وجه العدوان إلى أنه مع الفشل الواضح يسعى تحالف العدوان إلى خيارات أخرى وتكتيك بديل.. مشيراً إلى أن الدول الإقليمية المنفذة للعدوان، السعودية والامارات، يدركون تورطهم وخسائرهم دون الحصول على مكاسب، بينما تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي إلى إبقاء الرياض وأبوظبي عالقة في العدوان.. مضيفا أن أمريكا تريد إبقاء السعودية مستمرة في الحرب رغم الإدراك بأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الخسائر والتبعات الاقتصادية والأمنية.

وقال السيد : الولايات المتحدة الأمريكية لا تهتم باستمرار تورط السعودية والإمارات وينصب تركيزها على مصالحها ومكاسبها.

وجدد التأكيد أن تكتيك تحالف العدوان إذا كان الاستمرار في الحرب والحصار وحالة ما بين الحرب والسلم فإن ذلك غير مقبول فالحصار جزء أساسي من الحرب على بلدنا وحرمان شعبنا من حقه في الثروات الوطنية جزء من العدوان ولن يكون مقبولا.

كما أكد قائد الثورة أن إثارة الفتنة في الداخل واستهداف أمن البلد جزء من العدوان وإذا كان ذلك من خياراته فسنتعامل معها كحالة حرب.

وقدم السيد القائد النصح للسعودية والإمارات بعدم الاستمرار في العدوان لمصلحة أمريكا والتفكير بمصالحكم عبر التعامل بجدية في الحوارات وأنجزوا اتفاق الأسرى وارفعوا الحصار.

وأضاف السيد: متمسكون بثوابتنا الوطنية والإسلامية وقضايا أمتنا وأولها فلسطين ولن يرغمنا أحد على التخلي عنها.

وعبر السيد القائد عن شكره لكل الذين وقفوا مع قضيتنا وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران رسميا وشعبينا وإنسانيا في ظل خذلان وصمت عربي وإسلامي، كما توجه بالشكر لحزب الله في لبنان وسماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله على مواقفه المناصرة لشعبنا.

وأشاد السيد بمواقف الأحرار في العراق والأحرار في المنطقة الذين ساندوا شعبنا ورفضوا العدوان والحصار والاحتلال.

قادمون في العام التاسع

وقدم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي رسالته لقوى العدوان نع بدء العام التاسع من الصمود قائلا: قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثماني سنوات وتربى التربية الإيمانية، قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة بعيدة المدى دقيقة الإصابة قوية التدمير تطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها.

وأضاف السيد قادمون بالطيران المسير متجاوزة كل الدفاعات الجوية، وبقدرات بحرية تطال كل هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكافة الجزر، قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله والثقة به وبوعي شعبنا وتماسكه الداخلي وبتظافر الجهود لقطف ثمرة الانتصار.