مظلومية وانتصار

الشهيد القائد الشجاع الذي وقف في وجه غطرسة أمريكا

Home

الشهيد القائد الشجاع الذي وقف في وجه غطرسة أمريكا

نشر في فبراير 17, 2023
في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أحكمت قبضتها على الغالبية العُظمى من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، على مدى العقود التي أعقبت الحربَ العالمية الثانية، كانت المخابرات الأَمريكية تحارب بطرق سرّية وعبر تلك الأنظمة العربية العميلة أي مشروع قرآني ينطلق ويتجه عكس التيار الاستعماري الأَمريكي.

التشخيص الدقيق لأبعاد المؤامرات الأمريكية:

في ظل تلك المعطيات والظروف التي استتبت للهيمنة الأَمريكية، ‏فقد استطاع الشهيد القائد “رضوان الله عليه” أن يقدم التشخيص الدقيق لأبعاد المؤامرات الأمريكية وما ورائها، وحذر من خطورة المشروع الاستعماري الأمريكي على الأمة العربية والإسلامية.

وفي الوقت الذي كان فيه الشهيد القائد يتأمل كل يجري في بعض الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً العراق وأفغانستان، فإنه لم يتنبأ بما تخطط له أمريكا فحسب، وإنما استطاع بوعي قرآني فريد أن يقرأ طبيعة التحركات الامريكية في الدول العربية والاسلامية وإحكام قبضتها على الأنظمة الحاكمة فيها، وابتكار الذرائع “الإرهاب، وتنظيم ما يسمى بالقاعدة” لاحتلال تلك الدول والهيمنة عليها، تحت يافطة تلك الذرائع، وفي نفس الوقت محاربة أي فكر يؤدي لطردها من المنطقة وفضح مؤامراتها بحق الأمة، وهو ما جعل انطلاق المسيرة القرآنية التي قادها الشهيد القائد تشكل خطراً كبيراً على الهيمنة الامريكية في المنطقة، وأفشل المخططات الاستعمارية الأمريكية

وفي هذا الصدد، يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمته السيد في ذكرى استشهاد الشهيد القائد رضوان الله عليه 1439هـ:

“الهجمة الأمريكية التي اتجهت بشكلٍ غير مسبوق ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان لها أهداف تمثِّل خطورةً بالغةً على أمتنا الإسلامية، والكثير من أبناء أمتنا غافلٌ عن حقيقة هذه الأهداف، وكان يُصَدِّق العناوين والتبريرات الأمريكية التي تتحرك من خلالها أمريكا وإسرائيل في الساحة، فيرى في تلك الأحداث أحداثاً عابرة وجزئية ومحدودة ولأهدافٍ محدودة، مثلاً: عندما كان العنوان الهجوم على أفغانستان، البعض كان يرى أن المسألة لا تتجاوز هذا العنوان، ثم حينما أتى عنوان الهجوم على العراق، البعض- كذلك- رأى أن المسألة لا تتعدى العراق، بينما الأهداف الحقيقية التي صُنِعت من خلالها أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي استهداف أمتنا بشكلٍ كامل، والسيطرة التامة على منطقتنا الإسلامية، وفي المقدمة منها المنطقة العربية بشكلٍ تام، والسيطرة على أبناء الأمة بشكلٍ كاملٍ أيضاً، والاستراتيجية التي اعتمدت عليها أمريكا و إسرائيل في هذه الهجمة هي: الهجمة التي يترافق معها تكبيلٌ لهذه الأمة عن أي تحرك مضاد، والهدف أن تتم عملية السيطرة على الأمة، وعلى أرضها، وعلى مقدراتها، وعلى بشرها وحجرها وشجرها وكل مقدراتها بأقل كلفة، ومن دون تبعات كبيرة، ومن دون كلفة كبيرة”.

‏أنا ضد أمريكا:‏

شكلت انطلاقة الشهيد القائد لمواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية على العالم فارقاً قوياً في الوقت الذي أذلت فيه أمريكا جميع الزعماء والحكام في المنطقة، فلم يتجرأ أحد منهم الوقوف في وجه غطرسة أمريكا مشاريعها الاستعمارية، والتزموا الطاعة العمياء لأمريكا، لاسيما بعدما خرج الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش”، والقى خطاباً عقب مسرحية تفجير برجي التجارة العالمية في عام 2001م، قال فيه للعالم: “من لم يكن معنا فهو ضدَّنا”، وحينها خرج الشهيد القائد شجاعاً وقال ما معناه: “أنا ضد أمريكا”.

الحل والمخرج من الغطرسة الأمريكية:

في ظل استمرار الحرب المعلنة من أمريكا وإسرائيل على الإسلام تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، كما صرَّح بذلك الرئيس الأسبق “بوش”، وقيام أمريكا باحتلال العديد من البلدان العربية والإسلامية مثل العراق وأفغانستان…الخ، وشن عدوان عالمي على اليمن، يرى الشهيد القائد أن لا حل ومخرج من الغطرسة والطغيان الأمريكي والإسرائيلي إلا بالعودة إلى القرآن الكريم الذي يقدم الحلول لكل الإشكاليات التي تواجه الأمة، وهذا م يؤكد عليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الذي القاه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد للعام 1441هـ، حيث يقول:

“الاعتماد على القرآن الكريم فهو يقدِّم الهداية في كل التفاصيل التي نحتاج إليها في موقفنا القرآني وفي خيارنا القرآني، ولذلك قدَّم السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أكثر من مائة درس ومحاضرة، تضمَّنت الكثير من هذه التفاصيل التي لها علاقة بهذا الخيار القرآني، وبهذا الموقف القرآني، والتي تتجه نحو كل المجالات: على المستوى السياسي، والاقتصادي، والإعلامي، والاجتماعي، والعسكري، والأمني، والتي لها صلة بكل واقع حياتنا، ولها ارتباط بكل ما نحتاج إليه في هذا الخيار، وفي هذا الموقف، لها علاقة بكل تلك التفاصيل؛ حتى نحمل الفكرة من القرآن، والرؤية من القرآن في كل تلك التفاصيل المرتبطة بهذا العنوان المهم.

فالموقف القرآني ليس فقط في عنوانه الكبير، وعنوانه العام باعتباره يتجه نحو التصدي لهذه الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، والتصدي لهذا الخطر الشامل علينا في ديننا ودنيانا؛ إنما هو يدخل نحو التفاصيل ليرسم برنامجاً عملياً بنَّاءً وقوياً يتجه بنا لنكون في مستوى المسؤولية، وفي مستوى مواجهة هذه التحديات وهذه الأخطار، ويتحرك بنا في كل المجالات، في تفاصيلها الكثيرة لنتجه الاتجاه الصحيح والسليم، الذي يثمر قوةً وعزةً ومنعةً، ويوصلنا إلى الانتصار في مواجهة هذا التحدي، وفي مواجهة هذا الخطر، وفي التصدي لهذا الشر”.