مظلومية وانتصار

الصمّاد.. وبصمةُ العظماء

|| مقالات || أكرم الرحبي

لماذا أحبَّ اليمنيون الرئيسَ الشهيدَ الصمّاد؟

ما الذي عمله الشهيدُ الصمّاد حتى ترك هذه البصمةَ القويةَ في أفئدة اليمنيين؟!

عندما كانت التحدياتُ والمؤامرات والأخطار كبيرةً على اليمن، كان لا بُدَّ أن يبرُزَ في ميدان المواجهة قائدٌ بحجم كُــلِّ هذه التحديات والمؤامرات والأخطار، كان لا بُدَّ من وجود قائد مرتبط بالله مؤمن، صابر، مرابط، محنك، قوي، يتمتع بالنباهة والذكاء والحكمة، والفصاحة، لا ينخدع، يحتضن ويستوعب الجميع وينظر إليهم بعين واحدة.

منصبُ القيادة للشهيد الرئيس الصمّاد لم يكن جديدا عليه، أصلاً الصمّاد كان قد هيئته الظروف والأحداث والشدائد والمحن، والحروب الست السابقة كقائد ظهر بجدارة في الساحة الجهادية؛ لأَنَّه تربى تربية ثقافية إيْمَــانية وتعلم ليخدم بلده، فكان له هدف إنْسَاني سامٍ وكبير.

جاء ليخدُمَ البلدَ وليس البلد يخدمه.

ولأن الصمّادَ يعرفُ دورَه وموقعَه في الحياة، تحَــرّك وانطلق في ظل واقع وظروف وأحداث ومؤامرات وتحديات صعبة وكبيرة، أمام عدوان ظالم وحرب إجرامية شنها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي، الذي لم يشهد له اليمن من قبلُ مثيلاً.

كان الرئيس الشهيد صالح الصمّاد رجلَ قول وفعل يتواجد في كُــلّ مؤسسات الدولة، يتواجد في ميادين تدريب المقاتلين، ويتواجد في جبهات القتال.

 

لم يترك مكاناً إلا وحضر فيه، نزل إلى أماكن القصف المتضررة، شارك اليمنيين في معاناتهم، وضمّد جروحهم، وجبر خاطرَ المنكسرين والنازحين والمهمشين والمتضررين.

واللهِ إن الرئيسَ الشهيد صالح الصمّاد، كان يرعبُ الأعداء ويقهرهم ويفشل مُخَطّطاتهم ويصيبهم باليأس والإحباط.

لأَنَّ الصمّادَ في الحقيقة ظهر بقوة كرئيس عالمي وشخصية عالمية، لم تنحصر شخصيةُ الصمّاد في مكان محصور أَو ضيق؛ لأَنَّ الصمّادَ كان يمتلكُ الصفاتِ القيادية الحقيقية، فكانت الشخصيةَ القيادية للصمّاد تشكل خطراً وتهديداً يُرعِبُ العدُوّ، فأرادوا استهدافَه والتخلصَ منه والقضاء عليه، وعرضوا مكافئةً لمن يدلي بمعلومات عن الصمّاد يُكافَأُ بمبلغ 20 مليون دولار، وتربصوا به، ولقي الصمّاد ربه شهيدا ارتقت روحه الطاهرة إلى أعلى عليين.

بهذا الاعتداء الغادر (والذي هو أصلاً محرم دولياً وعالمياً بكل قوانين ومواثيق الأمم وكل الدول)، ظن الأعداءُ أنهم قصموا ظهر اليمنيين، وأنهم قد حقّــقوا نصراً لهم لكنهم فوجئوا بعكس ذلك، فوجئوا أن هناك مليون صمّاد، وأن المسيرة القُــرْآنية لم تنتج قائدا واحدا فقط، بل أنتجت وتنتج المسيرة القُــرْآنية وإلى الآن دفعات من قادة وقادة من أحرار الشعب اليمني، وسوف يستمر هذا العطاء جيلا بعد جيل ولن يتوقفَ إلى يوم القيامة.

لذا فإن دمَ الرئيس صالح الصمّاد، ودماء اليمنيين فجّرت وتفجر في الشعب براكينَ الغضب، شعب يمني مجاهد ثائر كالكتل والحمم المشتعلة، ومن البأس الشديد الملتهب ينطلقون، لسحق الطغاة والأعداء المجرمين، وليذوقوهم بأساً من عذاب الله الشديد، عذابه الأليم، الذي يجعل الطغاة والغزاة والمحتلين والعُمَلَاء كالفراش المبثوث.

واليوم بالتزامن مع ذكرى استشهاد الرئيس الصمّاد؛ وتحقيقا لوعد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أيده الله، وبعد نجاح العمليات التجريبية وتنفيذ عدة عمليات موثقة بالصوت والصورة.

يقول الحق جل في علاه:

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)

 

صدق الله العلي العظيم..