قلق صهيوني من تزايد قدرات حزب الله والمقاومة الفلسطينية.

تستحكم حالة القلق على قادة الكيان الصهيوني وكل مكوناته ويعيش حالة استنفار عسكري متزايد من قدرات حزب الله والمقاومة الفلسطينية العسكرية ويعيش الجيش الإسرائيلي هذه الايام حالة من الاستنفار القلق على الحدود مع قطاع غزة وجنوب لبنان تخوفا من أن ينفذ حزب الله أو المقاومة الفلسطينية أي عملية بطولية ضد قواته أو في العمق الأمني للكيان الصهيوني.

ويستمر الكيان الصهيوني في وصفه لحزب الله كخطر رئيسي وحقيقي عليه، حيث قال قائد كتيبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي متمركزة بالقرب من الحدود اللبنانية بأن نشاط حزب الله يذكر بما فعله قبل حرب لبنان الثانية وتتفاقم المخاوف الصهيونية من حزب الله شيئًا فشيئًا، خاصة أن حزب الله يكاد يكون الفصيل المقاوم العربي الوحيد المناهض للاحتلال الصهيوني والقادر صراحة على خوض حرب عسكرية في أي وقت معها.

وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أكد بأن قدرات المجموعة اللبنانية المحسنة تقلق إسرائيل كثيرًا ،وقال جولان “مقارنة ذلك بأي شيء مررنا به من قبل، فإنه، دون شك، أخطر من أي تهديد مررنا به”. وازدادت تصريحات المخاوف من قبل قادت الكيان الصهيوني بعد التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أواخر مارس الماضي في وجه الكيان الصهيوني، ولوّح فيه بضرب منشآتها النووية إذا اندلعت أي حرب مستقبلية بين الطرفين.

وتعكس زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لروسيا، وطلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منع تزويد حزب الله بأسلحة متطورة، الخوف الإسرائيلي المستمر من أنشطة حزب الله.

ويرى مراقبون أن المخاوف الصهيونية من أي حرب محتملة مع حزب الله تعود إلى خشية الكيان الصهيوني من عودة الالتفاف الشعبي والعربي حول الحزب في حال دخول الأخير في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي.

ويتفاقم الرعب الصهيوني من حزب الله ولذي لم يكن جديدا، فقد ظهر في العديد من المناسبات والخطابات التي ألقاها مسؤولو الكيان، كان آخرها تصريحات رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي التي قال فيها إن حزب الله طوّر قدرات تمثل تهديدًا غير مسبوق على الكيان الإسرائيلي، موضحا أن أي مواجهة مستقبلية ستكون أخطر بكثير من كل الحروب خلال الـ20 عامًا الماضية.

وإشارة تقارير عسكرية مؤخرًا إلى امتلاك حزب الله صواريخ نوعية يمكن تزويدها برؤوس متفجرة، وتستطيع إحداث أضعاف الأضرار التي يمكن أن تلحقها صواريخ سكود التقليدية، علاوة على امتلاكه أكثر من مائة ألف صاروخ من مختلف الأبعاد والأحجام، ناهيك عن الخبرة القتالية العالية.

وعلى صعيد المواجهة مع المقاومة الفلسطينية  يحصد الكيان الصهيوني فشل تلو الآخر يومًا بعد يوم، بداية من الفشل ألاستخباري وصولًا للأمني مرورًا بالسياسي، حيث يسود الأوساط الصهيونية أجواء مرتبكة جراء تعاظم قوتي المقاومة الفلسطينية.

وفيما خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني ليتباهى بإنجازات كيانه الوهمية، صفعته إحدى فصائل المقاومة بعملية القدس، التي قلبت موازين الاحتلال وأعادت النظر إلى قوة المقاومة الفلسطينية التي كانت إسرائيل قد ظنت أنها اختفت أو أحُبطت. ووقف الاحتلال عاجزًا عن استيعاب عملية القدس التي نفذها الاستشهادي عبد الحميد أبو سرور، وسقط خلالها أكثر من 20 جريحا صهيونيا، وكان العجز نابعًا من أن مُنفد العملية هو شاب لا يتخطى العشرين عام، استطاع أن ينفذ عملية في غاية الدقة والحساسية في قلب الاحتلال الصهيوني، بل ويتجول في القدس ليختار هدفه قبل التنفيذ.

واوضح مراقبون بان عملية القدس اكدت للعدو الصهيوني أن الهبّة الشعبية انتقلت إلى مرحلة جديدة تمامًا، مرحلة مطروح خلالها جميع الخيارات، حيث تغيرت سياسة الطعن والدهس لتنضم فصائل المقاومة إلى الشباب الغاضب وتبدأ عمليات التفجير، لتصبح الهبّة أقرب إلى الانتفاضة المنظمة.

كما أثبتت عملية القدس للكيان الصهيوني بأن هناك اتساع وتوغل لنشاط المقاومة الفلسطينية قادرة على الوصول إلى قلب الكيان، كما تستطيع تطوير نفسها كل فترة