ماذا يعني فشل المفاوضات بالنسبة للشعب اليمني؟

ماذا يعني فشل المفاوضات بالنسبة للشعب اليمني؟

 

✒ نشوان العسيري

 

كان فشل مفاوضات جنيف 2 أمراً متوقعاً من قبل إنطلاقها، ولم يكن فشلها أمراً غريباً أو صادماً أو مخيباً للامال، فالجميع كان يرجح فشلها والجميع كان يستبعد أن وقف إطلاق النار.

نعم، لقد كانت الدعوة لهكذا مفاوضات مهزلة من قبل الامم المتحدة التي باتت خاضعة تماماً وبشكل بشع للاوامر السعودية، فالمملكة ومن ورائها الولايات المتحدة لم تكن تنوي إيقاف الحرب وإنما استخدمت مسرحية المفاوضات للاستفادة منها إعلامياً وللتغطية على تصعيد عسكري مخطط له من قبل.

من علائم عدم جدية المملكة في المفاوضات كانت الاجندة المخنفضة التي حملها وفد الرياض والمتمثلة في إطلاق سراح بعض المحتجزين فقط وعدم تناول مواضيع مثل وقف اطلاق النار أو رفع الحصار، ثانياً التصعيد العسكري الكبير الذي رافق المفاوضات يدل أكثر أن المفاوضات برمتها كانت مسرحية مخطط لها من قبل.

في الحقيقة الجدير بنا جميعاً كيمنيين وغير يمنيين أن نسأل أنفسنا لماذا توقف المملكة الحرب؟ ما الذي سيدفع المملكة الى إيقاف الحرب؟

بالتأكيد أن المملكة لن توقف الحرب حقناً لدماء اليمنيين وحفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، ولن توقفها خوفاً من الرأي العام العالمي، ولن توقفها بسبب الاضرار الاقتصادية التي لحقت بالشعب السعودي نفسه.

من المؤكد أيضاً أن المملكة ومن ورائها الولايات المتحدة الامريكية والغرب لا يعتبروا الملف اليمني منفصلاً عن الصراع في الشرق الاوسط، خصوصاً بأن قوات محور المقاومة في العراق وسوريا يحققون إنتصارات متتالية على الجماعات التكفيرية في تلك المناطق.

نعود ونذكر بأن العلاقة بين الشعب اليمني وآل سعود هي علاقة عداء وليست خلاف جزئي أو مقطعي، والعداء لا ينتهي الا بالقضاء على أحد الطرفين.

من جهة آخرى، ونتيجة الصمود الاسطوري للشعب اليمني والانتصارات العسكرية الباهرة التي يحققها الجيش اليمني واللجان الشعبية، فإن المملكة السعودية أصيبت بالعناد، فهي وعلى رغم كل الامكانات والاسلحة المتطورة جداً وكل النفقات النجومية وكل الدعم السياسي والاعلامي الغربي لها، لم تتمكن من هزيمة شعب مظلوم فقير ومستضعف لا يملك أي أمكانات مادية أو أسلحة خاصة ولا يحضى بأي دعم دولي.

 

والان وبعد فشل مفاوضات عديدة في العاصمة العمانية مسقط وبعد فشل مفاوضات جنيف 1 و 2 ، يتأكد للشعب اليمني بأن العدو السعودي مصمم على عدائه ولا ينوي إيقاف الحرب الا بعد تحقيق أهدافه المتمثلة بتركيع الشعب اليمني وإعادته لبيت الطاعة السعودي، وبهذا يصل الشعب اليمني الى قناعة تامة بأن الخيار الوحيد المتبقي له هو النصر أو الشهادة.