مع بداية العام الجديد…صفعة جديدة للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر

إن الشعب اليمني الصامد وهو على مشارف سبعة أعوام من العدوان بكل ما فيها من أوجاع ومظلوميات وانتصارات وإنجازات قد استقبل العام الجديد 2022م بعملية نوعية هي الأولى من نوعها، ولعلّه من المُفيد التّذكير بأن العام الجديد سيكون حافلًا بالمفاجآت في ضل استمرار العدوان على اليمن.. فالقادم أعظم وأشد تنكيلا، لاسيما وأن العام 2021م قد مثَّل عام الانتصارات الكبرى للجيش والجان الشعبية، وتكللت معظم العمليات العسكرية التي تم تنفيذها بتحرير محافظات كاملة مثل البيضاء والجوف.

 

سر نجاح العملية:

 

قد يستغرب البعض في كيف استطاع أبناء الجيش واللجان الشعبية من تنفيذ هذه العملية النوعية بنجاح؟!

 

والجواب على ذلك يكمن أنه عند المقارنة بين قدرات بين الشعب اليمني قبل العدوان وأثناء العدوان سنجد أن الشعب اليمني رغم الوجع والحصار والدمار وقوافل الشهداء قد ازدد قوة إيمانية وعسكرية، وانطلق بعون وتأييد من الله عز وجل لتطوير القدرات العسكرية، إذ كان الهدف الرئيس ولا يزال لقوى العدوان هو الهيمنة على الشعب اليمني، وإذلاله، وإضعاف وتدمير قوته العسكرية، في مسعى لإعادته إلى مربع الوصاية الدولية، بعد إنَّ تمكن من الخروج من مستنقع الوصاية الدولية بتحقيق ثورته المُباركة في الـ(21) من سبتمبر 2014م.

 

وأثبت الشعب اليمني للعالم أجمع أنه الأقوى بالله سبحانه، وتعالى وبقضيته ومظلوميته المحقة والعادلة، وبصموده وثباته منقطع النظير وبتضحياته الجسام والصبر الطويل، وإنه شعب كما وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنه “أولو قوة وأولو بأس شديد”، بما يعني أن هذا الشعب قد جمع في صراعه في مواجهة العدوان بين كل مقومات القوة الإيمانية والثقة بالله وقوة الإرادة والعزيمة، وبين القوة العسكرية في مجال التصنيع والتطوير العسكري التي تعتمد على الله القوي العزيز، وذلك من منطلق قوله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).

 

وتسعى القوات البحرية اليمنية إلى التطبيق العملي لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، حيث استطاعت القوات البحرية بعونٍ من الله وبسلاحها المصنٌّع محلياً أن تنفذ عدة عمليات عسكرية في عمق المياه السعودية، فالسلاح البحري الذي قامت القوات البحرية بتصنيعه محلياً قد ساهم في زيادة سيطرتها البحرية لجهة دقتها في استهداف نقاط العدو العسكرية، كما أنه أكسبها ايضاً فرصاً كبيرة للنصر والظفر في كل عملياتها العسكرية.

 

العدو الإسرائيلي الأكثر قلقًا:

 

بعد إن تبين للقاصي والداني أن العدو الاسرائيلي مشارك في العدوان على اليمن، ويسعى الى تعزيز تواجده في سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب والجزر اليمنية، لاسيما وأن وسائل إعلام أجنبية قد أكدت أن دويلة الإمارات وفرت موطئ قدم للعدو الإسرائيلي في اليمن لإنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية في جزيرة سقطرى، حيث أن العدو الاسرائيلي بدأ منذ 2016 في بناء أكبر قاعدة استخبارات في حوض البحر الأحمر في جبل أمباساريا الواقع في إريتريا في المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب.

 

وبذلك فلا غرابة في أن كيان العدو الإسرائيلي سكون حتمًا الأكثر قلقًا من هذه العملية العسكرية النوعية في البحر الأحمر، إذ إن تنفيذ هذا العملية الاستثنائية في منطقة بحرية يعتبرها الأمريكان والصهاينة الإسرائيليين منطقة استراتيجية وحيوية فهذا يعتبر تطوراً غير مسبوق في القدرات البحرية للجيش اليمني إضافة إلى ما أثبتوه عملياً من قدرات صاروخية وجويه، الأمر الذي يضع جميع السفن والبوارج العسكريّة هدفاً في المستقبل المنظور بعملياتٍ مُماثلة، وتحت رحمة صواريخ وزوارق الجيش واللجان.

 

وبعد هذا العملية الاستثنائية، ستكون المياه الاقليمية اليمنية، منطقة غير آمنة لسفن وبوارج الأمريكان والصهاينة، حيث يوجد الكثير من القواعد العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، الأمر الذي يؤرق كيان العدو الإسرائيلي ويرعبه في قعر كيانه الغاصب.

 

وختاماً…فمثلما أخطأ تحالف العدوان بتقدير القدرات العسكرية لأبناء الشعب اليمني حين قرروا شن العدوان الظالم عليه، فقد أخطأوا في التقدير أيضًا مرات ومرات، فهناك يوجد من أبناء اليمن ثمة حماة للبحر الأحمر والسواحل والجزر اليمنية، فلسان حال القوة البحرية اليمنية يقول “مياهنا الاقليمية يجب أن تحترم ولن نسمح باختراقها مطلقا، وأن قواتنا البحرية قد أصبحت تمتلك بتأييد من الله قدرات عسكرية واستخباراتية عالية وبإمكانها فعل الكثير في البحر إن كنتم تعقلون”، بما يثبت الجهوزية العالية والاستعداد التام لتثبيت السيطرة على كل المياه اليمنية وخصوصا مياه البحر الأحمر.