هادي معزول دولياً وولد الشيخ يتهمه بإفشال مفاوضات مسقط..ما الذي تغير؟!

عبدالرحمن الأهنومي

بعد أن تداوَلَ مراقبون في أروقة الأمم المتحدة أخباراً بأن ولد الشيخ بات عائقا أممياً أمام الحل السياسي في اليمن،

واتهامه بتبييض كُلّ بيانات الأمانة العامة التي يرد فيها ذكر التحالف!!

حاول ولد الشيخ في حواره مع “روسيا اليوم” الدفاعَ عن نفسه بشكل غير مباشر، فمن جهة حمّل هادي مسئولية توقف مفاوضات مسقط كونه اشترط تطبيقَ القرار 2216 قبل الدخول في أية مفاوضات.

ومن جهة ثانية حاول التمظهر بموقف مغاير لهذا.. ولموقفه السابق طبعاً..

الموقف الجديد لخصه في أن القرار 2216 ليس شرطاً للمفاوضات، فهو يستحيل تنفيذه في صيغته العامة، ويستحيل تنفيذه في موضوعه كحزمة قرارات يجب تنفيذها، واعتبره ركيزة من ركائز التفاوض.

ثم أضاف بأنه يجب أوّلاً وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة النقاش قائمةً على مرتكزات عدة منها قرار مجلس الأمن.

***

ما الذي غيّر موقف ولد الشيخ، قبل ذلك ما الذي تغير في الموقف الدولي بشأن هادي، وماذا في اعتذار رؤساء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن استقباله؟!

تساوق ولد الشيخ مع الموقف الدولي الجديد، لم يعد فيه القرار 2216 من الشروط، وصار هادي خارج حسابات التسوية، اعتذار زعماء دول غربية عن استقباله يقول هذا.

أشار “ولد الشيخ” إلى أن أنصارَ الله والمؤتمر قدموا تنازلات ضمن النقاط السبع المقترحة في مسقط ضمنها عودة الحكومة.

ألمح في سياق حديثه بأنها تنازلات قد لا يُمكن الحصول عليها الآن ضمن المُعطيات السياسية، وتطورات الميدان..

وهذا وارد بطبيعة مآلات العدوان، وكسره في مأرب ومنطقة المندب، وما عليه الوضع الميداني في العمق السعودي، وبصمود نصف عام يمني، وما تقتضيه كُلّ التضحيات التي قدمها اليمنيون، غيّرت المعادلة وفرضت مساراً دولياً جديداً للتعاطي مع الحرب على اليمن.

***

في حرب تموز حاول مجلسُ الأمن إرغامَ لبنان القبولَ بنشر قوات من أربع دول، رفضها لبنان، وأشار حينذاك إلى أنه يمكن النقاش حول قوات دولية، وفي أعقاب تطورات الميدان، قالت المقاومة ومعها قوى لبنانية أُخْــرَى بأنها لن تقبل بنشر قوات دولية في كُلّ لبنان، وتحت الانتصارات الميدانية تراجع طلب بوش إلى إعْلَانه نشْــرَ قوات دولية في الجنوب اللبناني.

رد “نبيه بري” متكئاً على بطولات المقاومة وهزائم الصهاينة الميدانية بالقول: إذا كان هناك من ضرورة لقوات دولية فيجب أن تكون في إسرائيل وليس في لبنان.

في نهاية المطاف انتهى العدوان واقتصر الأمر على تواجد قوات لبنانية في الجنوب، ومراقبة دولية في الخط الفاصل.. “فض اشبتاك”.

***

إلى حَــدٍّ مَا تُشبِهُ معركةُ اليمنيين اليوم، معركة المقاومة اللبنانية في 2006، ومن تشابهها نستقرئُ النتائجَ والمآلات.

ومن الصمود والمقاومة ستُصنع التوجهات الدولية، وتُفرض المسارات الإقليمية والدولية منها.

 

صحيفة صدى المسيرة العدد62 الاثنين 5أكتوبر2015

 

#فج_عطان: