مظلومية وانتصار

هل الهدف البقع أم الحديدة ؟

تقارير | 22 أكتوبر | محمد الحاضري: سلمت السعودية بجعل حدها الجنوبي بؤرة لداعش كي يكون مصدر قلق للحدود اليمنية بعد فشلها في المواجهة، وتحاول فتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط الناتج عليها جراء تقدم الجيش اليمني واللجان المستمر في نجران وجيزان وعسير.

بناءً على معطيات حول منطقة البقع باعتبارها صحراوية ومكشوفة وقريبة من منفذ الخضراء السعودي بنجران وبالتالي يمكن السيطرة عليها بسهولة، فقد شهدت المنطقة مؤخراً تصعيداً غير مسبوق، حيث حاول العدوان السعودي الأمريكي الزحف عليها قادما من نجران مستجلباً لذلك آلاف المرتزقة من محافظات جنوب اليمن.

لكن حسابات العدوان فشلت وتفاجئ باستعداد الجيش اليمني واللجان الشعبية في المنطقة وكسر جميع محاولات الزحف، وتكبيده خسائر جسيمة في العديد والعتاد، حتى أنه عجز عن إعادة جثث من جمعهم من المحافظات الجنوبية إلى محافظاتهم لدفنهم فيها، وقام بدفنهم في نجران.

يبدو أن هناك عدة أهداف للعدوان من خلال إشعال جبهة البقع أهمها إشغال الجيش واللجان الشعبية باعتبار قرب البقع من جبال صعدة، لإلهاء الأنظار عما يخطط له لاحتلال الساحل الغربي لليمن، فتحذير السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عشية ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر من أن الأمريكي يهدف من خلال قصف مراكز البحرية اليمنية التمهيد لعملية عدوانية تستهدف الحديدة ليزيد من معاناة اليمنيين.

تحذيرات السيد عبد الملك أعادت للأذهان أولى تحذيراته في أيام العدوان الأولى على اليمن نهاية مارس2015 حين قال إذا تحركت أي جيوش لاحتلال البلاد فسيثبت اليمن أنه مقبرة للغزاة، وهذا التحذير استبعده حينها كثيرين معتبرين أن ما سمي عاصفة الحزم لا تهدف إلى احتلال اليمن.

رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد أكد من جهته في خطب له عشية ذكرى 14 أكتوبر” أن اتهامات أمريكا لليمن باستهداف بارجاتها ماهي إلا أكاذيب وذرائع للتبرير لعملية عسكرية كبيرة (يتم الإعداد لها) بقيادة أمريكا على سواحل الحديدة والمخا وباب المندب، مشيراً إلى أنه يتم تجميع وتدريب مقاتلين في إرتيريا والسعودية والجزر اليمنية المحتلة للدفع بهم إلى محرقة لا ناقة لهم فيها ولا بعير.

واعتبر أن التدخل الأمريكي المباشر آخر ورقة سيستخدمها العدوان، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لا يزال يمنح العدوان المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب ميدانية وفتح مسارات عسكرية جديدة في سواحل الحديدة ومنفذ البقع وغيرها وقد بدأت بالفعل.

الدور الأمريكي يتمظهر بمظهر الذكاء في الحسم، كما تعود في حروبه الخاطفة، لكنه يدرك خطورة المغامرة في السواحل اليمنية.. تحذير أصدره الرئيس الصماد يوم أمس يكشف الاستعداد لمعركة الحسم.. وانكشاف المؤامرة التي سيكون النظام السعودي في نهاية المطاف في مقدمة صفوف الضحايا.