مظلومية وانتصار

وكان حقا علينا نصر المؤمنين

كتب/همام إبراهيم

كبرنا على أن الآيات القرآنية ما بين الرقم والرقم بنظرية سطحية فأوغلوا فينا أرقام الغباء، وكانت حقيقة الآيات في أنها تتجاوز الأرقام وتتعدى الموسوعات والقوانين والمعادلات، فجاء من ينتشلنا إلى الغوص في تلك الآيات ، لم تكن آياتٍ يهدف منها تجميع كمية من الحسنات بكل حرف عشر حسنات، ولم تكن آيات تتلى بصوت غنائي يوحي بنبرة الاستعطاف واستجلاب البكاء والتباكي تأثرا بصوت دجال يتلوا آيات الحق وهو الكذوب.

 

سأحدثكم اليوم عن آيات الله تتلى بنبرة الرصاص وصرخات المؤمنين تجتمع الحسنات وتلتف باستبسالهم وخوضهم قمم الجبال وبطون الأودية يجسدون حقيقة الإيمان بثباتهم فيروون آيات القرآن بمشاهد بطولية منقطعة النظير .

 

كأنما الوحي يتنزل في الجبهات فثبتوا الذين آمنوا ويلقي الرعب بأمر الله في قلوب المجرمين، كانت الانتصارات والهجمات كالصفعات تردي المنافقين تخبطا من المسّ كأنهم في مشهد من يوم البعث وأنى لهم ألا يكون غير ذلك! ما بالهم لايتفكرون أنهم كلما حشدوا وجمعوا وازدادوا كبرا وعددا وعدة كلما كانت هزائمهم أسرع وأسهل مما يتخيلون !

 

هناك خلفيات لما يحدث وهي أن ارتقت نفوس المؤمنين زكاء وطهارة وصدقا وفكرا وسلوكا فمثّلوا أسمى قيم الانتماء والولاء لله وباعوا بلا شرط أو قيد وهم فرحون وخُلصت النيات لوجه الله الكريم فكان الكمال الإيماني هو الوسام الذي هداهم الله به ، وصار النصر في تلك الصور التي رأها العالم استحقاقا إلهيا مضافا بعد أن هداهم للإيمان وصار القتال كالرحلة يتنزهون بين مواقع الأعداء التي ظهرت كحدائق ليريهم الله آياته متجلية لصدق وعده ووعيده للمجرمين.

 

وسقطت أيادي هُبل واتضح أن عبدة الطواغيت وعتادهم وقوتهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، كراتين ملقية في تلك الجبال والوديان تنتظر بعض الزمن ليأخذ نصيبه مما تبقى منها أفلا يرون أنها لاتغني عنهم من الله شيئا .!!

 

نور الله المبين يظهره في أيادي اليمانيون الذين تجندوا له فمنحهم إمكانيات قلبت كل الموازين الطبيعية التي تنحصر على حدود عقل الانسان البشري ليلقي سحرة ترامب ترساناتهم وعصيهم وحبالهم ليقعوا لله ساجدين إن لم يكونوا كما هو حال كبير كهنة معبد الفراعنة.

 

ومالنا إلا نؤمن بالله وقد رأينا حقائق آياته في رجاله وكيف لا نرى هشاشة من استعرضوا ترساناتهم التي هرولت من أعالي الجبال مصابة بالصرع وتفر محترقة بنار الهزيمة وذوبان الحديد فأصبح جبروتهم تحت أقدام المؤمنين ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وسيأتي النصر الأكبر قريبا لتنتهي مسرحيتهم الهزلية في الساحل الغربي وما ذلك على الله ببعيد وليقضي الله أمرا كان مفعولا.