مظلومية وانتصار

إنتاجية الذرة الشامية تحقق زيادة نسبتها 80% في وادي زبيد

*عبر تدخلات مشروع الأمن الغذائي الممول من GIZ

من الموسم الزراعي الحالي 2016م سيكون المزارعون في سهل تهامة بدءاً من وادي زبيد على موعد مع زيادة محصولهم من الذرة الشامية بنسبة 80% ليس هذا فحسب بل سيتمكنون من توفير النقود المخصصة للوقود بنسبة 70% ولن يحتاجوا لأي مبيدات زراعية مكلفة فيما سيوفرون 80% من كمية المياه المخصصة للري بكل سهولة.
في وادي زبيد بمحافظة الحديدة حيث تعتبر الذرة الشامية أحد أهم المحاصيل الزراعية للمزارعين كان تدخل مشروع الأمن الغذائي الممول من وكالة التعاون الدولي الألمانية GIZ موفقاً فالخبراء من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر أشرف على تنفيذ إدخال التقنيات الحديثة للمزارعين وهناك في الوادي نفذوا حقولاً إيضاحية وعملية لزراعة الذرة الشامية وفقا لتقنيات حديثة في تكنولوجياتها لكنها بسيطة وسهلة في تشغيلها وهكذا كان الأسبوع الحالي حافلاً بالنتائج على الأرض.
نتائج مذهلة
وضعت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر بخبرائها الزراعيين كل ثقلها لتحقيق نتائج إيجابية على زراعة الذرة الشامية بوادي زبيد فتدخلها كان في محله فهذا المحصول الغذائي الهام يعتبر أحد المحاصيل المعول عليها في مشروع الامن الغذائي لسد جزء كبير من الفجوة الغذائية لليمنيين من خلال زراعته بطرق علمية حديثة تزيد غلته وأيضا بكلفة ميسرة توفر المال المنصرف في الوقود للري وتوفر في كمية المياه المخصصة للري وهكذا عمل الخبراء لمدة موسم زراعي كامل وزرعوا على حقول عدة في المنطقة  وفي احتفال بحضور مزارعي المنطقة أعلنت النتائج فكانت مذهلة بكل المعاني الاقتصادية.
النتائج حقيقة
كشفت النتائج من خلال التطبيق العملي عن تحقيق زيادة في الإنتاج بنسبة 80% بفضل استخدام التقنيات الحديثة في الري من جهة وتقنيات المعارف الزراعية من جهة أخرى اما المزارعون فقد وفروا 80% من قيمة تكلفة الديزل المستخدم كوقود للري و90% من قيمة الأسمدة إضافة إلى تقليل استخدام كميات مياه الري بنسبة 70% مقارنة بما كان يتم استهلاكه سابقاً على نفس المحصول لزراعته بالطرق التقليدية.
الإنتاجية
وفقاً للإحصاءات الرسمية الزراعة يصل متوسط إنتاجية المعاد الواحد في سهل تهامة الى حوالي 900 كيلو جرام وهذا على مستوى اليمن لكن النتائج التي حققتها التقنيات الحديثة على إنتاجية الذرة الشامية كانت مذهلة يقول الدكتور منصور الضبيبي أستاذ الزراعة بجامعة صنعاء والخبير في المشروع لقد نفذت الحقول الإيضاحية على مساحة معادين وفقا لمقاييس المساحة في تهامة خلال موسم زراعي كامل إذ وصلت إنتاجية المعاد الواحد إلى 1400 كيلو جرام من الذرة الشامية وهو ما يفوق إنتاجية المحصول بنسبة 80% في الظروف الزراعية التقليدية.
أما  الدكتور عبدالسلام الطيب رئيس هيئة تطوير تهامة فقد كان فخوراً بهذه النتائج معتبراً أنها مفيدة جداً للأمن الغذائي في اليمن حيث تعتبر الذرة الشامية من أهم المحاصيل الاقتصادية الغنية بالغذاء حيث تدخل في استخلاص الزيوت وإنتاج الغذاء وكذلك تعتبر من اهم المصادر العلفية للدواجن والثروة الحيوانية في بلادنا.
ويضيف: النتائج ممتازة ومبشرة في تعزيز الأمن الغذائي في محافظة الحديدة وكل المحافظات التي ستعمم التجربة إذ أن الزيادة في الإنتاجية ذات جدوى اقتصادية كبيرة بالإضافة لتوفير في استهلاك المياه وفي مادة الديزل، على أن هناك نتيجة أخرى ذات أهمية واسعة تكمن في عدم استخدام أي مبيدات زراعية لتكون هذه أول زراعة واعدة للذرة الشامية خالية من أية كيماويات على الإطلاق مما يجعل هذا المحصول آمنا وطبيعياً جداً.
المزارعون
كانت مفاجأة المزارعون كبيرة حين رأوا بأم أعينهم النتائج الاقتصادية لهذا المشروع فمن اليوم سيكون بوسعهم توفير مبالغ مالية كبيرة كانت تنفق لزراعة المحصول لتصرف في شراء الديزل الذي يكلف حوالي 40 ألف ريال للبرميل هذه الأيام فيما كان 90 ألف ريال قبل شهرين يقول محسن الزبيدي مزارع إنهم لاحظوا ان الزراعة بالتقنيات الحديثة المتمثلة في شبكات الري الحديث لا تستهلك سواء 30% من المياه التي تستهلك في الزراعة بالطرق التقليدية كالغمر وغيره وهذا بحد ذاته يخفض التكاليف ب70% أي توفيرها لجيب المزارع.
وبنفس الشعور عبر العديد من المزراعين عن ارتياحهم للنتائج وأكدوا على استعدادهم لتبني هذه التقنية في زراعتهم ليس على مستوى محصول الذرة الشامية بل وفي كل زراعتهم، لما لمسوه من نتائج مذهلة إذ سيؤدي إدخال هذه التقنية إلى رفع مستوى الإنتاجية بشكل يسهم في زيادة الأمن الغذائي في اليمن بشكل حقيقي.
ودعوا الجهات المختصة في التمويل المحلية للمساهمة في حل مشكلة التمويل والإقراض الأبيض للحصول على هذه التقنية لما من شأنها في نشرها وتعميمها بين المزارعين، وشددوا على مطالبة الجهات المختصة للدخول في هذا الجانب  كالزراعة والبنوك، والصناديق والقطاع الخاص.
إحياء الزراعة
إدخال التقنيات الحديثة في الزراعة اليمنية التي تتكفل بها وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر وضعت ضمن أولوياتها إحياء الزراعات التي هجرها أصحابها وبالتالي محولة فهم المشاكل وحلها بطرق علمية حديثة ،في سهل تهامة وبالذات في وادي زبيد كان مزارعو الذرة الشامية قد هجروا مناطقهم الزراعية بفعل الجفاف وارتفاع تكلفة الزراعة بالري نظراً لارتفاع تكلفة الوقود وانعدامه على مرور السنوات الماضية وفقا لما يشير إليه نتائج المسح القاعدي للأمن الغذائي بمحافظة الحديدة 2010م  حيث كشف عن أن هناك ما بين 9.5% من الأسر التي تعيش في السهول الرملية والوديان و36% في الساحل والمنطقة الساحلية من الأسر والقادرين عل الحصول على الأرض لم يقوموا بزرعة أي محاصيل في عام 2009م وكان أحد الأسباب الرئيسة التي في الغالب كان يذكره رب الأسرة هو عدم وجود المياه.
ويتضح أن معظم المزارعين يعتمدون على هطول المطر في زراعة محاصيلهم وأن زراعة الشتاء تحتاج إلى ري بمضخات وهي باهظة التكاليف وقد لا يتمكن المزارعون من زراعة محاصيلهم على الإطلاق أو تخفيض المساحات لتي يزرعونها.
وهكذا كما يقول المهندس عادل مطهر المتخصص في التنمية الزراعية إن المزارعين في منطقة وادي زبيد الزراعي كانوا قد عزفوا عن زراعة هذا المحصول الاقتصادي الهام بسبب ارتفاع التكاليف وتدني الإنتاجية بشكل كبير، ولهذا تدخل المشروع سيسهم في تحقيق فائدة اقتصادية للمزارعين وللمنطقة بأكملها عبر استخدام التقنيات الزراعية الحديثة الأمر الذي يسهم بفعالية في إعادة إحياء وتبني المزارعين لإنتاج المحاصيل الاقتصادية الغذائية وعلى رأسها الذرة الشامية التي تشتهر بها سهل تهامة سلة الغذاء لليمن.
ويضيف تقوم هذه التقنية على التقليل من النفقات من خلال استخدام شبكات الري الحديث التي تعمل على زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف التي يتكبدها المزارعون جراء اتباعهم الطرق الزراعية التقليدية التي أدت إلى الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية وانخفاض منسوبه بشكل مخيف حيث أفاد المزارعون بأن منسوب المياه أصبح ينخفض سنويا بمقدار من 3-6 أمتار وهذا مؤشر خطير ولن يوقف هذا التدهور الخطير في منسوب المياه الا تضافر كل الجهود وتدخل كل التقنيات مثل تقنيات حصاد مياه الأمطار وإحياء المعارف التقليدية في الري السيلي والري بالغيول.
ويقول إن هذه المعارف تتكامل مع التقنية الحديثة مما أنتج هذه النتائج الممتازة ليس على مستوى حقل معين بل ستكون على مستوى سهل تهامة المعروف بسلة الأمن الغذائي لليمن.

صحيفة الثورة