مظلومية وانتصار

الحضور الشعبي بميدان السبعين شكَّل لوحة وطنية تاريخية.

تقارير | 20 أغسطس | وليد الوشلي : اللوحة الوطنية التاريخية التي شكلها الحضور الشعبي بميدان السبعين كان حدثا ضخما استطاع منظموه تسيير وقائعه على نحو لمسه المشاهدون أمام الشاشات والحاضرون في الميدان بمستوى إنسيابية التنظيم وعدم حدوث ما يعكر صفو الأجواء الاستثنائية.

في المواعيد التاريخية الكبرى للشعوب حول العالم، لا يستطيع المتابعون لوقائعها بأي حال إلا مشاهدة نصف الصورة فقط، لأن نصفها الآخر يبقى دائما خلف الكواليس ووراء الستار.

وفي حدث استثنائي كالذي شهدته عاصمة اليمن، واسترعت أهميته متابعة كثير من العواصم الإقليمية والدولية صباح اليوم.

ثمة جهود مبذولة وجنود مجهولة، جيش لها الكثير من العاملين لساعات عمل طويلة ومضنية، كي تصل إلى المتابعين الصورة على هذا النحو من السهولة والشمول.

حالة استنفار قصوى لطواقم العمل المختلفة، يصعب أن تجري حديثا مع أحدهم، لكن مع شيء من الإلحاح قد تستطيع ذلك.

المهام التنظيمية واسعة التنوع، ومن حيث دفقان سيول الجماهير إلى الميدان يمكن البدء بالجانب الأمني المعني بتسيير وتنظيم دخولها وخروجها مشاة وركبانا، مواقف السيارات أعدت شرقي الميدان وغربية، كانت مداخل الميدان ومخارجه إلى جنوبه وشماله، وما خصص لدخول النساء إلى المساحة المخصصة لهن فعبر فناء الجامع الصالح، وقد أحاطت بالميدان والمنصة أطواق أمنية متعددة لتفتيش الأفراد وتأمين الحماية.

سيارات الإسعاف تواجدت في أماكن متعددة وسط تأهب طواقمها الطبية لكل طارئ.

خلية نحل لا تتوقف هي ما كانت عليه طواقم الإعلام وقنوات التلفاز من مصورين ومخرجين ومراسلين، عربات البث التلفزيوني المباشر خصص لها مكان.

جولتنا لإطلاعكم عن كثب على حجم المبذول من الجهود التنظيمية كانت على عجل منا، عجلة اقتضتها ظروف عمل تلك الطواقم من جهة، ومن جهة أخرى طبيعة تواجدنا وسط حشود مليونية يكاد زحامها يخنق الأنفاس ناهيك عن تقييد الحركة.