أسعار الألواح الشمسية تعاود الانخفاض في السوق اليمنية

استطلاع/ أمين قاسم الجرموزي

أصبحت الألواح الشمسية اليوم أفضل البدائل في توفير الكهرباء وخاصة مع الانقطاع المستمر للكهرباء والذي زاد عن حده بفعل العدوان المستمر على البلاد وعلى البنية التحتية ومنها الكهرباء واستهدافها عنوة بغرض إيقاف الحياة وسبل العيش المرتبطة بالكهرباء باستمرار , وقد اتجه الكثير من المواطنين لشراء الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء للاستخدام المنزلي والبعض للأعمال والآخر للمحلات وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني وخاصة في شهر رمضان الماضي والذي وصل سعر الوات الواحد من اللوح الممتاز الكوبكس الألماني400 ريال ومع ذلك تدافع الناس في الشراء , أما اليوم فقد انخفضت أسعار الألواح عما كانت عليه بمعدل 35% , أي أن سعر الوات الواحد أصبح بـ250 ريالاً وهذا للوح الممتاز وهناك ألواح أخرى تباع بأسعار رخيصة جداً ولكن جودتها أقل من النوع الألماني الكوبكس .
في الاستطلاع التالي تم رصد حال الأسواق الإلكترونية بما فيها أسعار الألواح الشمسية وخاصة مع انخفاض أسعارها وانتشارها بشكل كبير على واجهات المحلات.

البشر دائماً يتعايشون مع أقسى الظروف, وفي ظل حرب وحصار بكافة الوسائل والطرق توجد دائماً البدائل والحلول للخروج من الأزمات, وما يعانيه الشعب اليمني اليوم من انقطاع تام للكهرباء منذ أكثر من خمسة أشهر -بسبب العدوان- جعل الكثير من المواطنين يتوجهون ناحية إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وذلك عن طريق الألواح الشمسية والتي باتت تجارتها اليوم مزدهرة بشكل كبير كبديل عن الكهرباء العمومية المنقطعة .ويرى الكثير من المواطنين أن استخدام الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء مناسب جداً وقليل الكلفة مقارنة بالمواطير التي تحتاج إلى مادة البنزين أو الديزل أو الغاز باستمرار لإنتاج الكهرباء, وهذا يعد مكلفاً وخاصة في ظل الحصار المفروض على البلاد من قبل تحالف العدوان وحجز المشتقات النفطية على السواحل وعدم السماح لها بالدخول إلى أرض الوطن .
هبوط سعري حاد
المتابع عن كثب للتغيرات السعرية للألواح الشمسية وبعض الالكترونيات سيلحظ وجود انخفاض في الأسعار بشكل كبير وخاصة في الألواح الشمسية والتي باتت اليوم رخيصة خلافا لما كان عليه في السابق من ارتفاع جنوني وبالذات في شهر رمضان والذي ارتفعت فيه أسعار الألواح الشمسية الضعف بمعدل 40% من سعرها الأساسي , ويرى أحد مالكي محلات الالكترونيات محمد شمسان أن أسعار الألواح اليوم باتت رخيصة وفي متناول الجميع نظراً لاكتفاء الكثير من المواطنين من قبل بشراء الألواح, ويشير إلى أن سعر الوات الواحد للنوع الممتاز من الألواح وهو الكوبكس الألماني أصبح 250ريالاً بينما ارتفع سعره في شهر رمضان إلى 400 ريال وهذا_ حسب قوله _ انخفاض سعري كبير مقارنة بما كان يباع في السابق .
ويضيف شمسان أن هناك أنواعاً أخرى كثيرة أسعارها أقل من الكوبكس ومنها الهوماكس الصيني والذي يصل سعر الوات إلى 220 ريالاً وأيضاً هناك نوع آخر صيني وهو سولار ويصل سعر الوات الواحد إلى 180 ريالاً ويعد أرخص لوح شمسي مقارنة بما هو موجود في السوق .
انتشار كبير
ومن الملاحظ عند التجول في الشوارع الرئيسية والفرعية داخل العاصمة صنعاء تجد معظم المحلات التجارية والمطاعم والبوافي يستخدمون الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء كبديل عن الكهرباء العمومية المنقطعة , ويرى أحد مالكي المحلات التجارية ماهر سلمان أن الألواح تغني عن الكهرباء في ظل استمرار انقطاعها وأن الألواح باتت اليوم منتشرة بشكل كبير بين المواطنين وذلك لاستخدامها الفعال وغير المكلف لإنتاج الكهرباء . ويشير ماهر إلى أنه أضطر إلى شراء ألواح شمسية كبيرة وذلك منذ شهر ونصف لكي تغطي المحل الذي يعمل فيه من بيع للمواد الغذائية والخردوات, مؤكداً أنه استفاد كثيراً من الطاقة الكهربائية من الألواح واستطاع أن ينجز الكثير من أعماله بدون أي معوقات تذكر .
ويضيف ماهر: إن هناك العديد من الأعمال توقفت بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وقد ساهمت الألواح إلى حد ما في مساعدة الكثير من أصحاب الأعمال الحرفية والمهنية على العمل كلاً في مجاله بالقدر المستطاع والكافي لمواصلة العيش بسلام .
كلفة الاستخدام
ويتهافت الكثير من المواطنين على شراء الألواح الشمسية ليس لتوفيرها الكهرباء وحسب بل للعامل الأساسي وهو الكلفة المنخفضة للألواح والتي لا تحتاج إلى أشياء أخرى استثنائية حتى توفر الكهرباء على عكس المواطير والتي تحتاج للمشتقات النفطية كالبنزين أو الديزل أو الغاز على حسب ما يتم التشغيل به وهذا يزيد من كلفة الاستخدام وخاصة في ظل الغياب المتفاوت للمشتقات النفطية والحصار المفروض عليها في السواحل وعدم السماح بدخولها لأرض الوطن .
البديل الأفضل
أحمد شملان أحد مستخدمي الماطور يذكر أنه ابتلي به منذ اشتراه وذلك للخسائر المالية المتتالية تارة للبترول واستهلاكه نسباً كبيرة منه وتارة أخرى في إصلاحه العديد من المرات , ويضيف أنه قرر مؤخرا شراء الألواح الشمسية ويعلل ذلك بالتكلفة الضخمة لاستخدام الماطور والذي كلفه ما يزيد على 100 ألف ريال, وهذا المبلغ – حسب قوله – كفيل بأن يتم شراء ألواح شمسية كبيرة الحجم دون أي خسائر مادية للمشتقات النفطية أو غيرها.
ازدهار تجاري
العديد من محلات بيع المواد الكهربائية ومواد البناء ارتكزت تجارتهم في الآونة الأخيرة على تجارة الألواح الشمسية وتجدها معروضة على أبواب المحلات كتجارة تزايد الطلب عليها من قبل المواطنين وازدهرت مع انقطاع الكهرباء المستمر , ويؤكد صادق البناء أحد مالكي محل لبيع المواد الكهربائية أنه لجأ في الفترة الأخيرة إلى المتاجرة في بيع الألواح الشمسية وذلك لكثرة الطلب عليها من قبل المواطنين , ويضيف صادق أن سبب تهاتف الكثير من المواطنين على شراء الألواح الشمسية هو تكلفتها المنخفضة والتي لا تتعدى أي خسائر أخرى غير قيمة الشراء للألواح وتوابعها من البطارية والمحول وغيرها .
تراجع منافس
ويرى البناء أن الأيام الأخيرة أخفضت أسعار الألواح بنسبة 35% من قيمتها الأساسية وقد تنخفض في الأيام القادمة، معللاً ذلك بسبب اكتفاء الكثير من المواطنين بشراء الألواح من قبل، إلى جانب الانتشار الكبير في محلات الإلكترونيات والذي جعل الكثير من التجار الجملة والتجزئة يخفضون أسعارها لجلب المواطنين على الشراء . مؤكداً أن كثيراً من التجار يستغلون تهاتف المواطنين على شراء الألواح في زيادة أسعارها على الرغم من انخفاضها وأيضا انعدام الرقابة من الجهات المعنية وهذا ما فتح المجال لكل من تسول له نفسه أن يرفع أسعار الألواح دون رقيب أو حسيب وهذا ملاحظ من خلال الاختلاف في الأسعار من بائع إلى آخر .

#فج_عطان: