مظلومية وانتصار

باب المندب تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية

حاوره / محمد محمد إبراهيم

* احتلال جزء من الأرض ليس مهماً فالأهم صمود الإرادة الوطنية التي تريد قوى الاستكبار كسرها
* من تابع الخطاب الإعلامي للعدو الصهيوني تجاه اليمن سيدرك أنها محددات رئيسية تمضي عليها دول الخليج

في قراءة لواقع المؤامرة الدولية التي تحاك ضد اليمن من معطيات ومجريات ما تتعرض له من عدوان خارجي وتدمير يطال كل مقومات بنية الدولة، قال نائب رئيس اللجنة الثورية في تعز طه همام: إن العدوان على اليمن أتى بعد خطاب شهير لرئيس وزراء كيان العدو الصهيوني (نتن ياهو) أمام الكونجرس الامريكي قبل أسبوع تقريباً من العدوان والذي حث العالم فيه على ضرورة تحرير صنعاء من الايرانيين!!؟ .. مؤكداً أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية التقطت هذه الإشارة حيث أعلن الجبير الحرب على اليمن من واشنطن..
وتطرق همام في حوار صحفي لـ (الثورة) إلى ما يجري على الأرض من مواجهات وصمود واستبسال للجيش واللجان الشعبية أمام العدوان والمرتزقة والقاعدة على محاور وجبهات تعز المختلفة، محيطاً بجملة من المعطيات المتصلة بباب المندب وأبعادها الدولية، موضحاً المفارقات بين ما يجري على الأرض وبين ما تبثه الفضائيات الخليجية والعربية عن ما يجري في تعز، وغيرها من القضايا…. إلى التفاصيل.

* ضعنا في صورة واضحة المعالم عن آخر المواجهات في باب المندب والمخا خلال الأيام الأخيرة.. ؟
– على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية صد الجيش اليمني واللجان الشعبية أكثر من عشر محاولات زحف قام بها المرتزقة مستهدفين باب المندب والمخا وتم كسر الزحف وتدمير العديد من الآليات العسكرية الحديثة وعادوا من حيث أتوا من لحج رأس العارة..
* ما هي آخر أخبار المخا بعد استهداف مؤسسة الاسماك من قبل طيران العدوان..؟
– طيران العدوان السعودي الامريكي أضاف الى مسلسل جرائمه ضد الإنسانية في اليمن يوم أمس الأبرياء الذين استشهدوا يوم أمس في مؤسسة الانزال السمكي والعدوان يلجأ عادة لقصف المدنيين عندما يفشل في تحقيق أهدافه على الارض وعندما يلاقي ضربات قوية من المجاهدين ( الجيش اليمني واللجان الشعبية)..

بُعد دولي
* على ذكر باب المندب، من يسيطر على باب المندب خصوصاً والإعلام الخارجي أسهب في تفاصيل تحرير باب المندب..؟
– الجيش واللجان هما من يسيطر على باب المندب بعد دحر العدوان ومرتزقته من لواء العمري.. وما أثير من زوبعة دولية وتضليل حول تحرير باب المندب، ليست سوى مزايدة للمتاجرة باليمن من قبل العدوان ومرتزقته، من خلال محاولة إثارة قضية باب المندب، وبعده الدولي، وإشعار العالم أن باب المندب في خطر..
* ما الهدف من إثارة قضية باب المندب.. ؟
– إثارة موضوع باب المندب قبل العدوان واثناءه من قبل ماكنة إعلام قوى العدوان غرضه تخويف المجتمع الدولي من قوى الثورة التي تصدرت المشهد اليمني وفي مقدمتها حركة أنصار الله لمعرفتهم بأن أنصار الله لديهم مشروع وطني يهدف للاستقلال  والتحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية، وإلا لماذا أثاروا الضجيج في هذا التوقيت بالذات وطوال العقود السابقة لم نسمع شيئاً عن مضيق باب المندب رغم أهميته لأنهم-قوى العدوان- كانوا مَن يفرض السيطرة الحقيقية عليه بصورة مباشرة أو عبر أدواتهم التي كانت تحكم وأسقطتها قوى الثورة في الـ 21 من سبتمبر المظفر، كما أن إشعال النار في هذه المنطقة الهامة واستغلال حرص الجيش اليمني وأنصار الله على ضرورة الحفاظ على سلامة الملاحة الدولية في هذا الممر الهام الذي يخفي وراءه الكثير من المؤامرات التي يحيكها المشروع الصهيوأمريكي وادواته القذرة في المنطقة، واعتقد أن محاولة الهجوم على باب المندب في هذا التوقيت، بقدر ما هو يهدف لفرض الهيمنة هو رسالة سعودية امريكية لابتزاز القيادة المصرية بسبب مواقفها الأخيرة المؤيدة للتدخل الروسي ضد داعش في سوريا من خلال الإضرار بالاقتصاد المصري الذي سيتضرر اذا اضطربت الاوضاع في باب المندب.
القاعدة وتعز
* القاعدة حسب البيانات والأحاديث الصحفية للكثير من المسؤولين موجودة في تعز، كما أن القوات السودانية المرتزقة في مناطق كثيرة.. صف مدى انتشار القاعدة والمرتزقة ومؤيدي هادي فيها…؟
– مهما انتشرت القاعدة التي استقدمتها مليشيات الإصلاح ومن في صفها تأييداً لقتل أبناء تعز، ومهما جلبت المرتزقة إلى تعز، تظل تعز قادرة على دحر هذا الخليط المعادي، فقوات الجيش واللجان الشعبية صامدة ولن تتزحزح عن ثباتها، وقد حققت الكثير من الانجازات الاستراتيجية خلال الفترة الأخيرة، إذ تمكنت من قطع خطوط الإمدادات لمرتزقة العدوان من مليشيات الإصلاح و(داعش) وتقدمت في جبهة الضباب ومديرية المسراخ في صبر واتجهت صوب نجد قسيم وطريق التربة..
وبالرغم من حشد قوى العدوان لأحدث آلة القتل والتدمير من بوارج حربية وإطارات اباتشي وافــ 16 ومدرعات أمريكية وصهيونية حديثة ومرتزقة، تم تحريكهم في الداخل إلا أنهم ووجهوا بما لم يكونوا يحتسبوه فقد تم التنكيل بهم بقوة الله وبأس المجاهدين أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية وتم كسر زحوفاتهم المتكررة على مديرية ذوباب وباب المندب ومديريات المخا والساحل وقد تمكن المجاهدون المرابطون في هذه الثغور من تدمير الكثير من آليات الغزاة واغراق اربع بوارج حربية والعديد من الزوارق الهجومية وقتل وجرح الكثير من الغزاة ومرتزقتهم في الداخل.
بين الواقع والإعلام
* ما حقيقة حضور تعز كمظلومة ومُحاصرة في الإعلام والفضائيات الخليجية والعربية.. ؟
– هناك تضليل كبير الماكنة الاعلامية لقوى العدوان على اليمن تضلل الرأي العام ففي الوقت الذي تغطي فيه على جريمة حصار شعب اليمن بأكمله حصاراً جوياً وبريا وبحرياً واعلامياً منذ ثمانية أشهر تتباكى على أدواتها في مدينة تعز وهنا ينكشف زيف ادعاءاتهم فكيف أمكن لهم ايصال مدرعات عسكرية وأسلحة إلى داخل مدينة تعز التي حسب قولهم محاصرة من ماء الشرب، والسؤال هنا:كيف استطاعوا ادخال المدرعات ؟! ولم يستطيعوا ادخال الماء والغذاء !! إنهم مفلسون بلا حدود!!
* إن كان هذا على صعيد الإعلام فالواقع يقول أن معارك طاحنة في تعز بين الجيش واللجان الشعبية ورافضي العدوان من أبناء تعز من جهة، والعدوان ومرتزقته الأفارقة ومؤيدي هادي من جهة أخرى.. فما حقيقة ما يجري في هذه المحافظة….؟
– هناك مشكلة حقيقية في تعز تم الإعداد لها والتحضير لها في المحافظة كباقي محافظات اليمن، منذ عقود مضت من قبل مكونات سياسية واجتماعية معروفة هي جزء من المشروع التــآمري الخارجي الذي يستهدف الأمة الإسلامية ومنها اليمن، وثبت واقعاً بتأييدها العلني للعدوان الخارجي على اليمن، واستهداف الجبهة الداخلية بإثارة الحروب والفوضى وفقاً لإملاءات هذا المشروع الخارجي..
* من هي هذه المكونات ..؟ ولماذا تعز بالذات.. ؟
– أهم هذه المكونات حزب الإصلاح (إخوان ) والفصائل والجمعيات السلفية الممولة من قبل السعودية وقطر وباقي أدوات المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة عملت على إنشاء قاعدة مادية واجتماعية للفكر التكفيري الوافد على مجتمعنا واستغلت نفوذها في السلطة طوال حكم النظام السابق في إقامة مدارس ومعاهد ومراكز وجامعات ومساجد وجمعيات لإحلال الفكر التكفيري الوافد بدلاً عن المذهب الزيدي والشافعي المتعايشين في اليمن من قرون بشكل ممنهج ومدروس، والآن تم تحريكهم من قبل قوى العدوان والاستكبار العالمي كأدوات، قذرة تحقق مصالح المشروع (الصهيوأمريكي) في المنطقة مشروع قائم على قاعدة: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) ودور هذه الأدوات وفقاً للمفاهيم القرآنية دور مسجد ضرار (الذين اتخذوا مسجدا ضراراً وتفريقاً بين المسلمين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله)..؟
أما لماذا تعز..؟ السبب أن التنظيم الإخواني وأدواته الذين لفظهم الشعب اليمني في محافظات شمال الشمال كانت تعز ملجأ آمناً للفارين منهم واختاروها بعناية لخوض معركتهم الأخيرة.. وبالتالي فلا بد من اليقظة واستشعار الجميع لمسؤوليتهم الوطنية الدينية والأخلاقية في التصدي لهذا المشروع القذر وأدواته وتحصين مجتمعاتنا منه بوضع حد للدول الممولة والمصدرة لهذا الفكر التكفيري الضال من التغلغل في أوساط المجتمع فالواقع الذي نعيشه واقع من يتحرك فيه ويملك الإمكانيات .. فقد اتضحت مخاطر هؤلاء للجميع..
مجاف للواقع
* يقول الإعلام الخارجي إن أكثر من ثلثي الأرض اليمنية مع مؤيدي هادي. حتى في تعز. ما هو ردكم على هذا. ؟!
– ما يقوله العدوان وآلته الإعلامية الخارجية مجافٍ للواقع، فالعدوان ومرتزقته يتكبدون الخسائر تلو الخسائر، ولا مكان لهم في اليمن. المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية ثابتون في ميادين الشرف والبطولة ثبوت جبال اليمن الشامخة، في تعز وغير تعز.. وثبات الجيش اليمني واللجان الشعبية لثمانية أشهر أمام آلة القتل والدمار، أمر طبيعي لأنهم معتمدون على الله وحده ومتوكلون عليه وواثقون من نصره وتأييده لأنهم في موضع الحق في موضع رفع الظلم والعدوان المفروض على الشعب اليمني ولكونهم يملكون قوة الحديد وقوة الايمان.
* وماذا يعني سيطرة التحالف ومؤيدي هادي والقاعدة والمرتزقة الأفارقة على عدن ولحج ومناطق في تعز.. ؟
– احتلال قوى الغزو لأجزاء من الأرض كما هو حاصل في عدن أو مناطق أخرى في تعز. طبيعي في ظل هذا التحشيد الكبير لقوى الشر من قبل الرأسمالية المتوحشة، لكن العبرة في أن الصراعات والحروب لا تتوقف عند احتلال جزء من الارض لبعض الوقت، وليس ذلك مهما طالما والارض باقية ومن له الحق الوجودي فيها قائم، والتاريخ لم يتوقف، فالأهم هنا بقاء الإرادة الوطنية والشعبية خارج سيطرة العدوان، فحين نفقد الإرادة- وهذا مستبعد عبر تجارب التاريخ القديم والوسيط والحديث- سنفقد الارض والعرض ويتوقف التاريخ.! وهذا ما تخطط له قوى الاستكبار العالمي وادواتهم القذرة في اليمن.. لكن هيهات أن يكون لها ذلك، وهو الامر الذي لن يقبل به أبناء شعبنا اليمني العظيم مهما كانت التضحيات.
علاقة إسرائيل
* ألمحتَ أن هناك مؤامرة أمريكية إسرائيلية سعودية تحاك ضد اليمن.. فما هي دلائل علاقة إسرائيل في هذا العدوان.. ؟
– في ظل هذا الضجيج الذي تصدره ماكنة الإعلام التي تخدم المشروع الصهيوأمريكي دعني أعود بذاكرة القارئ الكريم الى بداية انطلاق الحملة العدوانية على اليمن فقد بدأ العدوان على اليمن بعد خطاب شهير لرئيس وزراء كيان العدو الصهيوني (نتن ياهو) أمام الكونجرس الأمريكي قبل أسبوع تقريباً من العدوان والذي حث العالم فيه على ضرورة تحرير صنعاء من الايرانيين!!؟ بحسب كلامه …الأمر الذي تم التقاطه من قبل دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وأعلن الجبير الحرب على اليمن من واشنطن، كذلك جاءت تصريحات هادي وفق هذا السياق حيث صرح وحرض المجتمع الدولي من خطر سيطرة أنصار الله على باب المندب، وهنا ينبغي وضع أكثر من خط وتساؤل عن طبيعة الدور الذي كان يمثّله الرئيس الفار في المشروع الخارجي الذي يستهدف اليمن . كذلك عندما صرح رئيس هيئة اركان العدو الصهيوني السابق من أن باب المندب يقلق كيان العدو أكثر من السلاح النووي الإيراني، فبدأ العدوان على باب المندب من قبل تحالف العدوان وبمشاركة كيان العدو الصهيوني وبالربط بين هذه الاحداث والمواقف يتضح ان العدوان على اليمن يأتي ضمن اجندات المشروع (الصهيوأمريكي) ومشروع الشرق الاوسط الجديد وأن دور أدوات أمريكا واقصد السعودية وباقي الدول المشاركة في العدوان تقديم كلفة العدوان مادياً وبشرياً، فدول الخليج المشاركة في العدوان تمثل مجرد صناديق لتمويل الأعمال القذرة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة والعالم. فنحن في زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة الذي بشر به الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي طيب الله ثراه.
أخيــــــــــــــــــــــــــــــــراً
* أخيرا ما هي الدعوة التي تودون توجيهها. ؟!
– أدعو جميع أبناء الشعب اليمني الى النهوض أكثر من أي وقت مضى والتصدي لقوى العدوان بتحرك جاد ومسؤول كلاً من موقعه لمواجهة العدوان والبغي والظلم الذي يستهدف كل اليمنيين دون استثناء وأن يتوكلوا على الله وحده الذي وعد المستضعفين بالنصر والتمكين واختم بهذه الابيات:
الشمس لو وُضعت بكف محمد..
لا لن يلين…
فتعلموا منه الثبات بوجه كل الجائرين.
وتمسكوا بالله والقرآن أنوار اليقين ..
وثقوا بنصر الله، إن الله خير الناصرين.

#فج_عطان: