أسوأ كارثة يشهدها موسم الحج منذ 25 عاما

أطلقت حادثة تدافع حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى بمكة المكرمة غرب السعودية التي وقعت  أمس الأول الخميس، ردود فعلٍ إقليمية ودولية غاضبة، بعد أن راح ضحيتها أكثر من 1600 ما بين قتيل ومصاب.
المشهد المأساوي للضحايا، أثار غضب واستياء جميع المسلمين في العالم وعلى الأخص، أقارب وذوي الحجاح والمعتمرين المتواجدين في بيت الله الحرام.
ففي العراق، هاجم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، السعودية بسبب تكرار حوادث الحج وموت المئات من الحجاج.
وقال المالكي في بيان له: تابعنا بألم شديد كارثة وفاة المئات من زوار بيت الله الحرام أثناء تأديتهم مناسك رمي الجمرات في مشعر منى ، بعد أيام من كارثة سقوط رافعة على الحجاج في الحرم المكي وراح ضحيتها العشرات أيضا”.
وأضاف:إن “تكرار الحوادث خلال موسم الحج ووفاة أعداد كبيرة من الحجاج هو برهان أكيد على انعدام كفاءة المشرفين على تنظيم موسم الحج، ويستدعي ذلك وضع شؤون الحج تحت تخطيط وإدارة منظمة المؤتمر الإسلامي لضمان انسيابية سير مناسك الحج”.
كما دعا المالكي إلى “منح الحق لجميع المسلمين من أداء هذه الفريضة بعيدا عن المواقف السياسية فضلا عن مسؤولية الحفاظ على أرواح الحجاج وعدم تكرار حصول ماحدث خلال هذا الموسم والمواسم السابقة”.
وقال:إن تعاطي حكام ارض نجد والحجاز بفريضة الحج على أسس وأبعاد سياسية وفرض عقوبات حرمان أداء هذه الفريضة لرعايا الدول التي تتقاطع معها سياسيا يمثل دليلاً آخر على أن إدارة الحج والمسؤولين الرسميين غير راشدين ويتمتعون بغطرسة وغير مؤهلين للإشراف على إدارة مثل هذه المناسبات الإسلامية العظيمة، لذلك نطالب بتحقيق عاجل ، لمعرفة كل الحقائق، ومحاسبة جميع المسؤولين، لمنع تكرار مثل هذه الكوارث كليا”.
وختم المالكي كلامه بالقول: “إننا وإذ نعزي ذوي الضحايا نبتهل إلى العلي القدير أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى، تغمد الله الضحايا برحمته الواسعة وألهم ذويهم الصبر والسلوان”.
بدوره، عزا المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي، أمس سبب وفاة وإصابة مئات الحجاج هذا العام إلى سوء إدارة الحكومة السعودية للحج وانشغالها بالحرب على اليمن، فيما دعا الحكومة العراقية الى تخصيص وزارة لإدارة الزيارات المليونية للمراقد المقدسة.
وقال المدرسي في بيان صحافي: إن “مأساة الحج لهذا العام وسقوط العديد من القتلى والجرحى يعود إلى سوء إدارة الحكومة السعودية للحج، وانشغالها بقتال الآمنين في اليمن”، موضحاً أن “الصهيونية العالمية تريد أن تحول السعودية واليمن إلى دولتين فاشلتين، كون الصهيونية لا تخشى شيئاً كما تخشى الحج وشعائر الإسلام وهي كالخنجر بقلوبهم”.
رئيس الوزراء حيدر العبادي، من جانبه أجرى أمس الأول اتصالا هاتفيا ببعثة الحج  العراقية للاطمئنان على سلامة الحجاج العراقيين، فيما وصف حادث التدافع الذي وقع في منى بـ”الأليم”.
وقال مكتب العبادي في بيان إن “رئيس مجلس الوزراء أجرى اتصالا ببعثة الحج للاطمئنان على سلامة الحجاج العراقيين بعد حادث التدافع الأليم الذي حصل بمنى “.
وأضاف:إن العبادي “يواصل متابعة أحوال الحجاج العراقيين حيث لم تسجل بعثة الحج العراقية أية حالة باستثناء جريح واحد تمت معالجته”، معربا في الوقت ذاته عن “بالغ تعازيه لعوائل الحجاج المتوفين من بقية الدول الإسلامية، وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل”.
وكانت بعثة الحج العراقية قد أعلنت عن إصابة حاج عراقي وفقدان 5 حجاج آخرين لم يعرف بعد سبب فقدانهم هل هو نتيجة التدافع الذي حصل في مشعر مِنى أو أنهم لم يلتحقوا بعد بقوافلهم .
دولياً، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تعازيه، وأعلن ممثله ستيفان ديوجاريك أن بان كي مون استاء استياء عميقًا حين علم بالمأساة.
وعبر حلف شمال الأطلسي الناتو أيضا على لسان أمينه العام ينس ستولتينبيرغ عن تعازيه، معتبرًا أن “حقيقة حصول الحادثة خلال عيد الأضحى يجعلها مأساوية أكثر”.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه الصادقة لأهالي الضحايا.
وقال المكتب الصحفي للكرملين أمس الأول: “نقل فلاديمير بوتين أصدق معاني التعاطف لأقارب وذوي المتوفين، والأمنيات بالشفاء العاجل لكل المصابين”.
من جانبها، قدمت الولايات المتحدة عن تعازيها لأسر الحجاج المتوفين، وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض نيدا برايسا في بيان: “أفكارنا معهم ومع أكثر من مليونين من الناس يؤدون مناسك الحج هذا العام”.
وقدم وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، تعازيه في الحادث ، وقال في تغريدة -عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”-: “أمر مؤسف حدث في مكة.. أتوجه بمواساتي لجميع المتأثرين بما حدث”.
وعزى أمير الكويت، أسر الحجاج المتوفين وأعرب عن بالغ تأثره وحزنه العميق لحادث تدافع وتزاحم الحجاج بمشعر منى.
وأعرب العاهل الأردني، حسب ما أفاد الديوان الملكي الهاشمي، عن بالغ تأثره بهذا المصاب الأليم، داعيًا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه.
وكانت حادثة تدافع الحجاج أمس الأول الخميس  بمشعر مِنى تُعد الأسوأ لمواسم الحج منذ 25 عاماً عندما قتل 1426 حاجا سحقا داخل نفق المعيصم قرب مكة أثناء شعيرة رمي الجمرات.
وبرّر المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي سبب وقوع الحادثة قائلا: إن “حادث التدافع وقع نتيجة تعارض حركة الحجاج القادمين من اتجاهين مختلفين ما أدى إلى تدافعهم وتساقط عدد منهم”.
وأضاف: إن ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الذي كان عليه الحجاج نتيجة الجهد الذي بذلوه في المرحلة السابقة بعد وقوفهم على صعيد عرفات وأيضا النفرة من عرفات إلى مزدلفة ودخول منى، أسهم في سقوط عدد من الحجاج” مؤكدا أن “طبيعة مشعر منى لا يمكن تغييرها لتفادي الزحام موضحا أن هذا المشعر له حدود شرعية ولا يمكن معالجة تزاحم الحجاج فيه ببساطة.

#فج_عطان: