• الإحياء للمولد النبوي في اليمن لا مثيل له في الأرض هو شاهد على قوله صلى الله عليه وآله: الإيمان يمان والحكمة يمانية
  • شعبنا يؤكد بإحياء المولد النبوي الشريف إحباط كل المساعي لفصل الأمة عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله
  • أحفاد الأنصار يحملون الراية عاليا وسندا للمسلمين المستضعفين وتصديا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين
  • مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية ومدى التأثير للحرب الناعمة الشيطانية
  • طريق النجاة لأمتنا الإسلامية ليس بالاستمرار في التخاذل وعن مسؤولية الجهاد ودفع خطر اليهود ودرء فسادهم وإجرامهم.
  • لقد ثبت فشل كل الخيارات والبدائل التي تشبثت بها الأمة وبنت عليها مواقفها ونظرتها ورؤيتها فلماذا لا تجرب الأمة العودة إلى الاهتداء بالقرآن والرسول؟!
  •  الإسلام دين لا يقبل الهزيمة، الإسلام مشروع لانتصار أمة تهتدي بنوره وتتحرك على أساسه
  • نؤكد ثبات موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني وندعو كل أصحاب الضمائر الحية لمنع الإجرام الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية والتجويع.

 

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف أوضح فيها أن هذا الإحياء للمولد النبوي في اليمن الذي لا مثيل له في الأرض شاهد على قوله صلى الله عليه وآله: الإيمان يمان والحكمة يمانية. وقال السيد القائد محييا الشعب اليمني: يا يمن الإيمان ويا أحفاد الأنصار ويا شعب المحبة والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نبارك لكم هذه المناسبة العظيمة ونبارك لكل المحتفين بالمولد النبوي الشريف في كل أنحاء العالم”.

ورحب السيد القائد بكل الحاضرين من الجاليات العربية والإسلامية المشاركة في إحياء المولد النبوي الشريف. موضحا أن شعبنا يحيي مناسبة المولد النبوي الشريف كل عام عرفانا للنعمة وشكرا لله وفرحا وابتهاجا وسرورا بفضله وبرحمته.

تميز يمني في إحياء المولد النبوي

وأوضح أن شعبنا وكما في كل الأعوام الماضية يحتفل بهذه المناسبة المباركة بكل محبة وإعزاز وتوقير وتقديس وتعظيم لرسول الله وخاتم أنبياء الله والرحمة المهداة محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله، وعرفانا للنعمة وشكرا لله وفرحا وابتهاجا وسرورا بفضل الله ورحمته كما قال الله في القران {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].  مضيفا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يأتي في إطار التأكيد المتجدد والولاء لرسول الله واحباطا لكل مساعي الأعداء الشيطانية الهادفة إلى الاستنقاص من مكانته في قلوب المسلمين وفصلهم عن الاقتداء به .

ولفت إلى أن شعبنا جعل من المناسبة المباركة موسما متميزا ينهل فيها من عطاءها التربوي والثقافي ويستضيء فيها من نور السيرة المباركة لرسول الله ويستلهم منها ما يزيدهم إيمانا ووعيا وبصيرة وعزما وثباتا . كما أن شعبنا يجعل من هذه المناسبة موسا للإحسان و صلة بما قبلها من الشعائر وانطلاقا منها بمكتسباتها الإيمانية فيما بعدها للتأسي بخاتم الأنبياء وترسيخ الصلة برسالة الله في إطار التوجه العملي للشعب اليمني للتحرر من هيمنة الطاغوت وتحقيق الاستقلال التام على أساس من هوية الشعب اليمني الإيمانية وانتمائه للإسلام.

وقال السيد: ” تأتي هذه المناسبة في مرحلة حمل فيها شعبنا راية الإسلام مجاهدا في سبيل الله بثبات وعزم وشموخ ووفاء واستبسال وتفان مذكرا للعالم أجمع بأمجاده في صدر الإسلام حينما حملها آبائه الكرام يوم تخلى عنها غيرهم من قبائل العرب وبهذه الروح المعنية وذلك الوفاء العظيم للأنصار احتضانهم لرسالة الله ووفاء لرسول الله وعطائهم في سبيل الله بالغالي والنفيس يحذوا حذوهم أحفادهم أنصار الله ورسوله شعب الإيمان والجهاد في حمل الراية عاليا نصرة للإسلام وسندا للمسلمين المستضعفين وتصديا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين”.

العدوان على غزة

ولفت السيد إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف أتت هذا العام ونحن في أواخر العام الثاني والعدوان الصهيوني مستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والصهاينة اليهود وبشراكة أمريكية ودعم غربي يمارسون جرائم الإبادة الجماعية بكل وسائلها من قتل بأفتك وسائل القتل بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا ومن تجويع لمليوني إنسان بما فيهم الأطفال والنساء والمسنون في جريمة القرن وفضيحة العصر للمتخاذلين.

وأوضح أن اجمالي عد الشهداء والجرحى والمفقودين من الشعب الفلسطيني في غزة بلغ أكثر من 234 ألفا منذ بداية العدوان قبل 696 يوما، في كل يوم منها يسقط شهداء وجرحى.

وبيّن أن المأساة في غزة تعاظمت مع التجويع إلى درجة منع حليب الأطفال عن الأطفال إضافة إلى الانتهاك المستمر بشكل يومي لحرمة المسجد الأقصى المبارك والتهديد المستمر لهدمه وممارسة أنواع الاعتداءات في الضفة ومحاولة تضييع حق العودة  على الشعب الفلسطيني في مختلف البلدان وكل ذلك يحدث على مرأى من دول العالم ولكن المؤسف أكثر أنه يحدث هذا في أوساط المسلمين وتجاه شعب هو جزء منهم وعلى بلد هو جزء من بلدانهم وفي الوقت الذي يتفرج فيه البعض على ما يحدث وكأنه لا يعنينهم ولا يستشعرون مسؤوليتهم ولا يعون مخاطر التخاذل عليهم فيما البعض يتواطؤ  مع العدو ويشجعه في إجرامه والله المستعان.

وأكد أن مظلومية الشعب الفلسطيني وطريقة التعاطي معها من معظم المسلمين كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والديني والأخلاقي الذي وصلت إليه الأمة ومدى التأثير  الخطير للحرب الشيطانية التي استهدف بها اليهود الأمة والتي أوصلوا من خلالها أمة الملياري مسلم  إلى حالة مخزية من العجز والاستكانة والهوان في مقابل حفنة من اليهود الصهاينة بالرغم من أن الخطر الصهيوني لا يقف عند حدود إبادة الشعب الفلسطيني بل إن كبار الصهاينة يجاهرون بمخططهم الذي يستهدف المنطقة تحت عنوان تغيير “الشرف الأوسط” و”إسرائيل الكبرى” . مؤكدا أن الصهاينة جادون في ذلك بدافع من أحقادهم وأطماعهم وبما يشاهدونه من استسلام مخز ومهين وفاضح لمعظم الشعوب والحكام وهذا يغري الصهاينة بشكل كبير.

طريق نجاة الأمة

وجدد التأكيد على أن الخطر الرهيب على الأمة أن تستمر في هذه الوضعية الخطيرة والمتنافية تماما مع مبادئها ودينها. موضحا أن طريق النجاة لأمتنا ليست في الإصرار على ذنب التخاذل والتفريط في الجهاد لنصرة الشعب الفلسطيني والتفريط في دفع خطر اليهود عنها. مؤكدا أن هذا الذنب العظيم هو ناتج عن الإعراض عن القرآن الكريم وعن الاقتداء برسول الله بكل ما لذلك من عواقب.

وقال السيد: “مناسبة المولد النبوي تذكرنا بالرسالة الإلهية التي غيرت وجه التاريخ وأسقطت كيان الطاغوت وأرست دعائم الحق لهي فرصة لاستلهام الدروس الهادية إلى السراط المستقيم و طريق العز والخلاص والنجاة وإعادة الصلة بالعروة الوثقي وبحبل الله المتين الذي ينتشل الأمة من هوة الهلاك .

وأكد السيد القائد أن الأحداث أثبتت فشل كل البدائل التي تشبثت بها الأمة وبنت عليها مواقفها ونظرتها ورؤيتها فلماذا لا تجرب الأمة الإسلامية العودة إلى القرآن الكريم وإلى الرسول العظيم فلا صلاح لهذا الأمة إلا بما صلح به أولها ولا خلاص من الجاهلية الأخرى إلا بنور الله الذي أخرج الناس من ظلمات الجاهلية الأولى.

مستمرون في إسناد الشعب الفلسطيني

وفي كلمته أكد السيد القائد ثبات شعبنا المسلم على انطلاقته الإيمانية بالتمسك بالقرآن والاقتداء بخاتم النبيين وفي رفع راية الجهاد في سبيل الله والمواجهة لطاغوت العصر المستكبر العدو الإسرائيلي اليهودي الصهيوني ومن يقف معهم من أتباع الصهيونية أمريكا وغيرها وسائر أعداء الإسلام.

كما أكد السيد ثبات موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني، داعيا كل المسلمين وذوي الضمائر الحية إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني لمنع الاجرام الصهيوني الذي يرتكب الإبادة الجماعية ويمارس التجويع لمليوني إنسان في جريمة يندى لها جبين الإنسانية.

وقال السيد القائد: ندعو أهل الكتاب في أقطار الدنيا بدعوة الله التي هي أرقى دعوة ومنصفة ويتحقق بها الخير في الدنيا والآخرة والسلام على أرقى مستوى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ  فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”.

وأضاف السيد القائد: يا شعبنا العزيز، يا من أحيا هذه المناسبة أعظم إحياء وهو في مسيرته العملية مواصلا السير في درب آبائه الأوائل أشكر حضوركم الذي لا مثيل له على وجه الأرض، أشكر كل العاملين والأمنيين والقائمين على تنظيم وتأمين المناسبة وسائر الأعمال فيها لا سيما أصحاب وسائل النقل.

البعثة النبوية وارهاصاتها

وتطرق السيد القائد في كلمته إلى مبعث النبي الخاتم صلوات الله عليه وآله، موضحا أن رسول الله محمد صلوت الله عليه وعلى آله ولد من سلالة نبي الله إسماعيل بن خليل الله إبراهيم عليهما السلام بمكة المكرمة في عام الفيل العام الذي أهلك الله فيه الجيش الموالي للروم الذي اتجه غازيا لمكة بهدف تدمير الكعبة ووأد المشروع الإلهي في وقت ظهرت فيه المؤشرات على قرب قدوم منقذ البشرية خاتم الأنبياء وكانت تلك الآية (أصحاب الفيل) من أكبر الارهاصات لقدوم الرسول المباركة والتهيئة للرسالة حيث عززت الحادثة من مكانة مكة المكرمة كمركز ديني مقدس تنطلق منه الرسالة الإلهية، لافتا إلى أن هناك متغيرات كبرى حدثت في ذلك العام  اقترنت بمولد النبي المبارك منها منع الجن والشياطين من استراق السمع في السماء ورميهم بالشهب.

ولفت السيد إلى أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله نشأ نشأة مباركة طيبة بإعداد إلهي يتناسب مع مهمته المقدسة الكبرى ليكون سليما من كل دنس الجاهلية، ففي مرحلة يتمه (صلوات الله عليه وآله) في طفولته هيأ الله له العناية الكريمة من جده عبدالمطلب ومن بعد وفاة جده اعتنى به عمه أبي طالب الذي استمر ما بعد الكفالة والرعاية في المساندة والنصرة إلى حين وفاته قبل هجرة رسول الله من مكة.

وأشار السيد إلى أن نشأة رسول الله صلوات الله عليه وآله تميزت بتفرده العجيب في نماء كماله الإنساني من زكاء وسمو ورشد وأمانة وحكمة والتألق في كمال مكارم الأخلاق إلى مستوى العظمة، وفي تمام شبابه وكماله بعثه الله بالرسالة الإلهية  إلى العالمين رحمة للعالمين وداعيا إلى الله بإذنه وأنزل عليه القرآن الكريم والذكر الحكيم والنور المبين والمعجزة الخالدة نورا للعالمين ومنهجا عمليا يتبعه ويسعى به لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

خلاص البشرية بالنبي الخاتم

وأوضح السيد أن خلاص البشرية كان يتحقق في أن تترك الأمة آنذاك ما لديها من معتقدات باطلة وأفكار معوجة وما ينتج عنها من أعمال سيئة ومفاسد رهيبة ومظالم كبيرة فقد جاءها النور والحق الخالص الذي لا يشوبه شائب ففي اتباعه الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

وقال السيد: “تجلت عظمة الرسالة الإلهية بالقران والرسول صلوت الله عليه وعلى آله بما تمتاز به من الحق الواضح ومن قوته وبرهانه ومن توافقه مع الفطرة البشرية التي فطر الناس عليها ومن معجزة القرآن في كل وجوه الإعجاز من حكمته وإحكامه وعظمة هديه وسعة معارفه وبلاغته الخارقة وإنباء الغيب فيه وصونه عن التحريف وبأنه مشروع الله لعباده من منطلق رحمته وملكه وحكمته وعزته يحظى من آمن به وتحرك على أساسه بمعونته”

 

مجتمع مكة يرفض الرسالة ليحظى بها اليمنيون

وأوضح السيد القائد أن رسول الله صلوات الله عليه وآله تحرك بالقرآن الكريم يحمل الحرص العظيم على هداية الناس بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم إلى الدرجة التي قال الله عنها : عَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) وبهذا النور العظيم والحق الواضح تحرك رسول الله محمد لإنقاذ البشرية ولما فيه صلاح حياتها . مبلغا لرسالة الله بأرقى مستوى وبدأ مشواره في تبليغ الرسالة من موطنه في مكة حيث أمضى فيها 13 عاما من التبليغ والدعوة إلى الإسلام وبنا نواته الأولى للأمة المسلمة إلا أن  مجتمع مكة لم يحظى بالتوفيق في أن يحتضن الرسالة الإلهية ووصل الحال بالإعراض كما قال الله : “لقد حق القول على أكثرهم  فهم لا يؤمنون”.

ولفت إلى أن أبرز المؤثرات التي حالت دون اهتداء مجتمع مكة هو ارتباطهم برموز وقادة الكفر من الطغاة المجرمين والملأ المستكبر إضافة إلى توجههم المادي وأطماعهم ومعاييرهم المادية.

وقال السيد: “ومن بين كل القبائل العربية التي عرض الرسول عليها الهجرة إليها في موسمين من مواسم الحج حظي الأوس والخزرج اليمانيون القاطنون في يثرب بالشرف العظيم فهاجر رسول الله إليهم وأصبح بلدهم موطنا تكّون فيه المجتمع المسلم من مهاجرين وأنصار وبدأت مرحلة جديدة من التمكين للراسة الإلهية فعمل رسول الله على بناء أمة قوية تتمكن من التحرك بمنهج الله وهديه وتتحرك به نورا للعاملين وخلاصا للمستضعفين وصلاحا يهتدي به من اتبعه من الناس”.

الإسلام لا يقبل الهزيمة

وأوضح السيد أن قوى الطاغوت المرتبطة بالشيطان من المشركين العرب واليهود والنصارى حاربت الإسلام بكل الوسائل ومن ذلك المحاربة عسكريا تتويجا لحربهم الدعائية التي كانت منذ بداية تحرك الرسول بالرسالة الإلهية ومحاولاتهم المتكررة لاغتياله.

وأكد السيد أنه تجلى في ميدان المواجهة وفي مقابل أعتى التحديات أن الإسلام دين لا يقبل الهزيمة وأنه مشروع للانتصار في الأمة التي تلتزم به وتهتدي بنوره وتحمل رايته وتتحرك على أساسه حيث أنه يتوفر فيه أعظم عناصر القوة وأسباب الانتصار وفي المقدمة الصلة بالله تعالى ومعونته ونصره والقوة المعنوية الإيمانية العظيمة وكذلك الأسباب العملية وفق سنن الله ولذلك فقد هزمت كل القوى  والكيانات التي حاربت الإسلام بالرغم مما تمتلكه من إمكانيات هائلة ومما هي عليه من المكر والدهاء والخبث والحيلة والخداع.

الرسول الأعظم يقضي على اليهود ويرتقي بالأمة

وتطرق السيد القائد إلى الدور اليهودي في محاربة الرسالة الإلهية موضحا أن اليهود حاربوا الإسلام بمختلف تجمعاتهم المقامة في مستوطنات في خيبر وبني قريضة وبني النضير وبني قينقاع  حيث أعدوا العدة وألبّوا العرب ليحاربوا الرسول وكان من ذلك تأليبهم وتخطيطهم لأكبر هجوم عسكري استهدف المسلمين في المدينة في أكبر جمع عربي مقاتل  في غزوة  الأحزاب وما قبل الأحزاب  وما بعدها كان اليهود في تآمر مستمر وتأليب دائم يستهدفون به الرسول والإسلام إلا أن رسول الله وبهداية الله ونوره واجههم بمستوى متقدم وعظيم أفشل كل مساعيهم الشيطانية في حربهم الناعمة التي حاولوا من خلالها اختراق المجتمع المسلم، ومن ذلك تحريم  رسول الله العلاقة مع اليهود وبقيت الصلة بهم منحصرة من جانب المنافقين الذين احتفظوا بعلاقات التآمر معهم.

وأكد أن موقف القرآن الكريم والرسول العظيم كان حاسما مع اليهود وسائر الكافرين والمنافقين وتمكن رسول الله صلوات الله عليه وآله من تطهير الجزيرة العربية من رجسهم ونفوذهم ووجه لهم ضربات قاضية على هامش حركته الجهادية وقضى الرسول على مختلف تجمعات اليهود كما واجه الرسول الأعظم أمبراطورية الرومان وارتقى بالمسلمين إلى مستوى الجهوزية للفتوحات الكبرى وطهر الجزيرة العربية وفتح الله له مكة ودخل الناس في دين الناس أفواجا  وانتقل بالمسلين إلى أرقى مستوى بين الأمم يتميزون برسالة الإسلام في نورها وعدلها وقوتها.

نهاية الصراع مع الصهاينة

ولفت السيد إلى أن الجهاد في سبيل الله كان جزء أساسي من المشروع الإلهي ووقعه في تعاليم الله أنه من الفرائض الكبرى التي يؤدي الإخلال بها إلى اختلال واقع الأمة في بقية المجالات.

وأوضح السيد أن القرآن الكريم كشف في آيات كثيرة حقيقة الصراع مع فريق الشر والإجرام من أهل الكتاب وفي المقدمة اليهود وقدم الهدى الذي يكفل للأمة الوقاية من شرهم ودرأ خطرهم والانتصار عليهم إلا أن مشكلة المسلمين هي في الإعراض عن القرآن والنموذج التي تحرك على أساسه عمليا وحقق أتم النجاح في الواقع وهو رسول الله صلوات الله عليه وآله.

وأضاف أن القرآن الكريم أوضح بشكل حاسم الحقائق الكبرى عن مآلات هذه الصراع في سورة الإسراء حيث كان الإسراء بالرسول صلوات الله عليه وآله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى  قبل هجرته من مكة وكشفت الآيات مستقبل الصراع بين المسلمين والصهاينة وعن الدور التخريبي المفسد الذي يقوم به اليهود في الأرض وعن عتوهم واستكباره وظلمهم وعن عاقبته المحتومة بتسليط الله عليهم عبادة أولى البأس الشديد  كما أوضح القرآن الكريم في سورة المائدة النهاية والخسارة المحتومة للذين يتولون اليهود من المنتمين للإسلام من المنافقين والذين في قلوبهم مرض. كما أوضح أيضا حقيقة النصر والغلبة للذين يتحركن وفق المواصفات التي ذكرها في قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾

الجهاد في سبيل الله من أبرز مواصفات النبي الأعظم

ولفت السيد إلى أن من أبرز ما حفلت به سيرة الرسول هو الجهاد في سبيل الله بل كانت الميزة المهمة الشاهدة على مصداقية الانتماء الإيماني هي الجهاد كما في آيات كثيرة منها قول الله ﴿ لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾

وأضاف: “لم يتوانى الرسول عن مواصلة الجهاد والتصدي للأعداء ودفع شرهم حتى حطم كيان الطاغوت وثبت دعائم الإسلام وأحق الله بجهوده الحق وأزهق الباطل وتصدى لكل التحديات متوكلا على الله واثقا بنصره مقدما التضحيات وصابرا على كل أنوع المعاناة لا يكل ولا يمل حتى لقي الله وهكذا كانت مسيرته مسيرة هداية تزكية ورحمة وجهاد وإحقاق للحق وازهاق للباطل وإرساء لدعائم الإسلام وتحرير للناس من العبودية “.