دعوها فإنها مأمورة
مسيرة كتب لها الحياة ، مسيرة أبصرت النور في مران ورفع لوائها رجل ليس كغيرة، بل هو إستثناء حقيقي في زمن اللاإستثنائات .
مسيرة هي إنطلاقة إيمانية ووهج رباني ، ووعي قرآني .
مسيرة ترفع من قدر أمة إنتهكها الإستكبار وأمعن بها الظلم وتعاقب الطغيان عليها.
مسيرة أطفأت حقد الشيطان على النفس الزكية المجاهدة والمتقنة لغة الإيثار وقصة الصبر والإحتساب.
مسيرة وجدت لتبقى ، ونور وضاء متقد لا ينطفئ ، وحماس ثوري يمس الذات المتسلطة المبنية على بطون الجوعى وأفواه الحرية المكممه.
مسيرة الكل فيها واحد ، والرحمة سلوكها السائد، والإحسان صفة للرجل القائد .
مسيرة تبغض النفاق ، وتمقت الفساد، وتكره الظلم والإمتهان.
مسيرة إنطلقت في مران وعمت حيدان وضحيان ووصلت لعمران وفتحت لها صنعاء ذراعيها ونادتها لحج وتمنتها تعز وأبتهجت بها عدن.
مسيرة الحق تمضي دونما تقهقر وتنطلق دونما تراجع وتصعد رايتها فوق رايات سوداء فتتجلى لنا بائنة لا يحجبها ستار ولا يكبح جماحهها منافق وخائن .
مسيرة وجهتها قبلة الله وبيته الحرام ، لتدخل مدينة محمد بطلع البدر علينا من ثنيات الوداع ، لتسعد من في القبر ، لنقول هانحن بجانبك نبينا فلبيك حبيبنا ، ولكن المسير لا يتوقف والمسيرة لا تنتهي آمالها فتشد الرحال لأولى القبلتين وثالث الحرمين ، فيحاول العابث إيقافها ويقول المنافق مستحيل أن نصل فيجيب رجل في مقدمة صفوفها ، وجهه النور وبسمته المحبة وجبينة التصميم ويده تقبض لجام فرسه ليقول بصوت قوي يرعب الكفار ويغضب المنافقين ويسر المجاهدين” دعوها فإنها مأمورة “.