سنن التغيير لا تسمح ان ينتصر سلاح من لا يملك القيم والاخلاق على سلاح من يملك القيم والاخلاق ..
سنن التغيير لا تسمح ان ينتصر سلاح من لا يملك القيم والاخلاق على سلاح من يملك القيم والاخلاق ..
عبدالفتاح حيدرة
قام رئيس اللجنة الثورية العليا السيد محمدعلي الحوثي( ابو احمد) يوم امس بأفتتاح المعرض الأول للصناعات العسكرية للجيش اليمني وهذا العمل بحد ذاته هو عمل جبار وعظيم في ظل استمرار العدوان والحصار ويقول للعالم كله نحن على أهبة الاستعداد لأي معركة وفي أي وقت..
هذا صحيح وهذه هي الرسالة وهذا هو الهدف من هذه الرساله.. طبعا هذا لو افترضنا ان العدو وحلفائه الذي نواجههم والذين يملكون اكبر ترسانه للمال وللسلاح في العالم يعلمون ان معركتهم في اليمن هي معركة سلاح وتصنيع سلاح لكانوا تمكنوا من الانتصار منذ وقت مبكر ولن تكون امامهم مشكلة اسلحتنا وتصنيعنا التقليدي والبسيط سوى قشه في بحر ما يشترونه من اضخم واكبر سلاح وعتاد متطور تكنلوجيا وعسكريا واستراتيجيا في العالم ..
هذا الافتراض سقط بعد اول عشرة ايام من العدوان على اليمن وتأكد حلفاء العدو السعودي من ذلك في أول رد بعد اربعين يوم من العدوان فأصبح العدو وحلفائه ومساعديه الإستراتيجيين يعوا ان معركتهم القادمة مع اليمن هي معركة قيم ووعي واخلاق وليست معركة سلاح ومال ..
وبعد ان ادرك العدو وحلفائه ان معركتهم مع اليمنيين هي معركة قيم ووعي وإخلاق لجأوا مباشرة وبوعي طردي تماما بدون قيم وبدون اخلاق الى شراء وسائل الاعلام العالمية والمنظمات الانسانيه والمواقف الدولية لتغييب الوعي العالمي عن العدوان على اليمن وإخفاء جرائم العدوان عن المنظمات الدوليه وشعوب العالم..
وعلى الرغم من كل ذلك بقي الجيش واللجان الشعبيه اليمنيه تسطر لنا يوميا ملاحم البطولة والفداء وتجرع العدو وادواته ومرتزقته وحلفائه الهزيمة تلو الأخرى وفي جميع الجبهات.. كيف..؟! بالتأكيد ان هذه الانتصارات لم تأتي من فراغ بل كان اساسها متين وقوي وثابت وهي معرفة القيم من شجاعه وصبر وصمود وتحدي الذي يمتلكها الشعب اليمني وواجه من خلالها وصمد امام عدو يدير حربه ومعركته بوعي تضليلي وبلا اخلاق وبلا قيم..
هنا علينا ان نتسأل ونقف موقف العقل والمنطق ما هو السلاح اليمني الحقيقي السلاح الذي هزم اكبر آله إعلامية تضليلة في العالم واكبر خزانة ماليه في العالم وأقوى ترسانة سلاح وعتاد عسكري في العالم .. ليس الجن او الملائكة الذين حاربوا مع اليمنيين هذا العدو الذي تنصل في حربه عليهم من القيم والاخلاق وتمسك بوعي الشر بل انها قيم المعرفة والوعي والاخلاق والمشروع الذي تمسك به اليمنيين وواجهوا بها عدوهم وصمدوا امامه وتحدوه وهزموه وفضحوه وكشفوه وعروه امام اصدقائه قبل اعدائه..
ان سلاح القيم والاخلاق والوعي ليس سلاح يمني وليس سري على احد بل انه قديم قدم الخلق والتكوين للانسان على هذه الارض انه سلاح مرتبط بحق الخلق وقانون الوجود وسنن التغيير على الارض الذي لا يمكن ان ينتصر فيه الذي بلا قيم واخلاق على من يملك القيم والاخلاق..
ان معرفة القيم هي المعرفة التي لا تنكسر ولا تحبط ولا تيأس ولا تنثني امام اي جيش او اي تحالف بلا وعي قيمي وبلا اخلاق .. ومعرفة القيم لا يمكن ان تأتي هكذا بدون تراكم اخلاقي ووعي اجتماعي وشعبي وتراكم حضاري.. انها سلسلة مترابطه من وعي التجارب والعادات والتقاليد تتوارثها الاجيال الاصيله التي تمكنت من احترام حق الخلق وقانون الوجود وسنن التغيير بعكس تلك الاجيال التي تعتقد ان معرفتها المكتسبه ستغنيها عن معرفة القيم وان باستطاعتها التحايل على القيم والاخلاق والغائها بتسخير وعيها وتكنلوجيتها ومعرفتها واموالها وسلاحها وقوتها على سنن التغيير وقانون الوجود وحق الخلق..
يبقى هنا من الواجب علينا احترام وتقدير وتطوير سلاحنا الحقيقي (وعينا وقيمنا واخلاقنا) حتى نصل للإنتصار العظيم على عدونا ومرتزقته وحلفائه ومساعديه والمتواطئين معه الذين يحاربوننا بطائرات وعتاد ومرتزقه وخونه وعملاء وجيوش بلا وعي وبلاقيم وبلا اخلاق ..
الحقيقة هنا وليس انتقاصا من اعلان المعرض اليمني للتصنيع العسكري ولكنها الحاجه وما كنت اتمناه من السيد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي هو ان يعي ويدرك ان اعتى سلاح العالم وطائراته يتساقط ويهزم امام اقدام وصرخة وعي وقيم واخلاق ذلك المجاهد الحافي.. ولو كانت مسألة تصنيع سلاح وعمل معارض لكان الذين يحاربونك وهم بلا وعي وبلا اخلاق وبلا اقيم اكثر منك مالا وعددا وعتادا.. اعتقد ان علينا ان نصنع الوعي بايجاد اعلام حقيقي يخاطب ويحدث قيم الناس ويطور اخلاق المجتمع.. الاحرى بنا ان نخلق ونصنع معرض لسلاح الوعي والقيم والاخلاق..