في تصعيد خطير وغير مسبوق: مستوطنون صهاينة يحاولون إدخال القرابين إلى المسجد الأقصى
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025
27 جمادى الأولى 1447هـ
شهد المسجد الأقصى المبارك، مساء اليوم الثلاثاء، حدثًا خطيرًا وغير مسبوق، بعدما حاول مستوطنون صهاينة إدخال “قرابين” حيوانية – بينها ماعز وثلاث حمامات – إلى داخل المسجد عبر باب الأسباط، قبل أن يتصدّى لهم حراس الأقصى وتقوم شرطة العدو بإخراجهم لاحقًا.
ووفق مصادر محلية، حاولت المجموعة الوصول إلى منطقة باب الرحمة بهدف تنفيذ طقوس صهيونية تتضمن ذبح القرابين، رغم عدم وجود أي مناسبة يهودية تستدعي ذلك.
وتعدّ هذه المحاولة سابقة من نوعها، ليس فقط لتجرؤ المستوطنين الصهاينة على إدخال قربان حيواني، بل أيضًا لكون الاقتحام جرى من باب الأسباط، في حين أن كل الاقتحامات السابقة كانت تتم حصريًا عبر باب المغاربة الخاضع للسيطرة الأمنية الصهيونية.
وترافق الحادث مع تعتيم إعلامي كبير، إذ لم تُنشر تفاصيله إلا عبر مقاطع مصوّرة بثّها المستوطنون الصهاينة أنفسهم، في محاولة للتفاخر بالانتهاك.
وفي السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة صباح الثلاثاء باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية أدى خلالها بعضهم طقوسًا تلمودية تحت حماية مشددة من شرطة العدو الصهيوني.
وأفادت مصادر مقدسية بأن الاقتحامات تمت عبر باب المغاربة، حيث تصعّد قوات العدو الصهيوني من إجراءاتها بحقه، فيما تفرض في المقابل قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين، وتُدقق في بطاقاتهم الشخصية وتحتجز بعضها عند الأبواب.
وتتواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل يومي – باستثناء يومي الجمعة والسبت – على فترتين صباحية ومسائية، في إطار مخطط واضح لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تستعد فيه سلطات العدو الصهيوني لبدء محاكمة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بتهمة “التحريض”، في خطوة أثارت انتقادات واسعة.
كما أقدمت سلطات العدو الصهيوني، يوم أمس الاثنين، على إبعاد حارس المسجد الأقصى حمزة النبالي لمدة ستة أشهر، في إجراء جديد يستهدف أركان الحماية داخل المسجد ويزيد من هشاشة الوضع الأمني أمام اعتداءات المستوطنين.
ويحذّر مراقبون من أن تكرار مثل هذه الحوادث، وخاصة إدخال القرابين، يشير إلى محاولة لفرض وقائع دينية جديدة داخل المسجد الأقصى، وجرّه نحو صراع ديني مفتوح يهدد الوضع التاريخي والقانوني القائم.
