مواجهة التضليل الإعلامي سيل من الأفكار والرؤى.

الكاتب / عبدالواحد العمدي.

مواجهة التضليل الإعلامي سيل من الأفكار والرؤى والأخبار والشائعات والمعلومات تضخها وسائل الإعلام العالمية المعادية، من صحف ونشرات وإذاعات وفضائيات ومواقع وشبكات وغيرها، ويسندها إعلام مضلل من الداخل! كلها تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المواطن اليمني، وخلخلة مبادئه الوطنية وعقيدته الإيمانية، ولذلك نجد أن بعض تلك الوسائل الإعلامية تمزج السم بالعسل، فيشربه الفرد دون علم وإدراك بما يحتويه من ضرر كبير، ما يخلق في الفرد والمجتمع روح الانهزامية والاستسلام، بل يصبح عقل الإنسان أداة في يد العدو، يحركها لمصالحه وأهدافه الاستعمارية، كل ذلك نتيجة عدم الوعي عند الإنسان، فحين يلتهم كل تلك المعلومات والشائعات والأخبار دون تفكير فإنه سيجد نفسه يتحرك وفق مشروع أعداء الإسلام بل سيكون خادماً مطيعاً للمشروع الأمريكي الصهيوني في بلده، وبالتالي يكون في هذه الحالة واحداً من عبدة الطاغوت، ليفقد إحساسه وشعوره بالمسئولية تجاه واقعه وحياته، ما يؤدي إلى وقوعه في دائرة كبيرة من الجهل بطبيعة المرحلة الخطيرة التي يعيشها، فلا يدرك حقيقية الصراع القائم بين الحق والباطل، وقد حذر القرآن الكريم من خطورة هذه الحالة قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ) من خلال تلك الآيات الكريمة نجد الله سبحانه وتعالى يصف المؤمن بأولي الألباب.. أولئك الذين وصلوا إلى درجة تمحيص الأفكار والأخبار والشائعات وفرزها. فليس كل ما يقال بحسنٍ وجيدٍ وليس كل ما نسمعه نصدقه وننشره، بل يجب على كل فرد أن يحصن نفسه تجاه الإعلام الطاغوتي الذي يهدم عقل الإنسان ويحوله إلى وعاء غير واع وإلى قالب غير مدرك. إذن فمهمة كل فرد منا أن يدرك الواقع الذي يعيشه، فما يدور من حولنا مخططات كبرى هدفها تدجين عقولنا واستخدامنا كعبيد نخدم مصالح أعداء الإسلام، وكما قال الإمام علي (عليه السلام) مخاطباً كميل بن زياد (يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ، اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ). وهذه حقيقة فمن لا يمتلك وعياً فإنه كريشة لا وزن لها ولا ثبات، وليس بمؤمن من لا ثبات له، ولا واع من لا إدراك له، ومن الإدراك والوعي مواجهة التضليل الإعلامي، الذي يضخه أعداءنا على رؤوسنا ليل نهار، ومما يمكن أن نفعله تجاه هذا العدوان هو أن نحاصر منافذ وقنوات الفتنة والتحريض، وسد منابعها بالمواجهة الواعية، بالكلمة الصادقة، ونشر الحقائق حول الإعلام المسموم والمضلل، والدعوة إلى مقاطعة قنوات وشبكات العدوان المجرم، وعدم الاستماع إليها، سواءً كان في التلفاز أو الإذاعات أو المواقع والشبكات الإلكترونية. وأخيراً: إنها لجريمة أن يقف الإنسان أمام هذا العدوان موقف اللامبالاة، وكأن الأمر لا يعنيه بشيء، بل إن كل فرد معني بهذا الصراع، وعلى كل مؤمن ومؤمنة أن يكون له شرف الوقوف أمام هذا العدوان الغاشم نصرة للدين والعقيدة القرآنية والوطن.