الشيخ نعيم قاسم: لبنان أمام 3 أخطار حقيقية ونحن حاضرون للمواجهة
وقال الشيخ قاسم، في حفل تأبين القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل كركي)، الجمعة 18 تموز/يوليو 2025، إنّ “القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي كان من الصادقين الذين التزموا بخيارهم واختاروا المنهج الإسلامي المحمدي الأصيل، وهو من أبرز الذين شاركوا في تشكيل البنية العسكرية لحزب الله”.
وأوضح الشيخ قاسم أنّ القائد كركي “خطّط لعملية الاستشهادي أحمد قصير مع الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وخطّط للعديد من العمليات الجهادية حتى تحرير العام 2000″، كاشفا عن أنّ للقائد الشهيد “دور بارز في التصدي للعدوان “الإسرائيلي” في لبنان خلال مراحل عدّة”.
وأضاف: “بعد التحرير عام 2000، تسلّم (القائد كركي) مسؤولية مؤسسة الجرحى لسنتين، وقاد “مقر سيد الشهداء” من سنة 2006 حتى الاستشهاد، وشارك في التخطيط والاشراف على المعارك في سورية في مواجهة التكفيريين في وقتها”.
وتابع قوله: “برغم تعرّضه (القائد كركي) لمحاولات عمليات اغتيال عدّة لم يترك الجنوب. كان عضوًا في المجلس الجهادي في حزب الله ومعاونًا جهاديًا لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله منذ عام 2008. واهتم بأداء المستحبات وحافظ لمعظم الأدعية والأذكار المستحبة وعاكف على قراءة القرآن وختمه”.
ولفت الشيخ قاسم الانتباه إلى أنّ القائد الشهيد “كان شديد الحرص على البر بالوالدين ودرس في قم المقدسة لسنتين، وحرص على المشاركة في مختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية والدينية، ولم يترك الساحة أبدًا وكان دائمًا في الطليعة في العمل المقاوم الجهادي”.
وأردف قائلًا: “هذه المقاومة التي أسّسها الإمام الصدر وساهم في تمتين قوّتها الشهداء الأبرار، وفي طليعتهم الشهداء السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، هذه المقاومة أنجزت تحرير لبنان عام 2000 ومنعت من أن يُحتَلّ لبنان عام 2006 وأدّت بقوتها ووجودها الى استقرار لبنان، وهذه المقاومة منعت خلال معركة أولي البأس من وصول “إسرائيل” إلى بيروت”.
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ “هذه المقاومة عنوانها الأساسي التحرير وحماية لبنان من الاحتلال ومنع “إسرائيل” من الاستيطان ومنع الكيان “الإسرائيلي” من أنْ يسيطر على خيارات لبنان ومستقبل لبنان”.
من جهة أخرى، جدّد الشيخ قاسم تأكيده أنّ “حزب الله نفّذ اتفاق وقف اطلاق النار بالكامل في جنوب نهر الليطاني، والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت”، قائلًا: “نفّذنا كدولة لبنانية وحزب الله وكل المقاومين كل ما علينا من الاتفاق و”إسرائيل” لم تنفّذ شيئًا”.
وفي حين بيّن أنّ “العدوان الصهيوني مستمر خلال 8 أشهر، وكل الدنيا تقول إنّ “إسرائيل” خرقت 3800 خرقًا”، قال الشيخ قاسم: “اكتَشفوا أنّ الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبروا أنّ المطلوب تعديل الاتفاق وذهبوا إلى الضغط الميداني علّه يؤدّي إلى تعديلات”، منبّهًا في المقابل إلى أنّ “كل هذا الضغط لم يعدّل في الاتفاق”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “أميركا تطرح اليوم اتفاقًا جديدًا، ما يعني أنّ كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنّها لم تكن”، مؤكّدًا أنّ “الاتفاق الجديد يبرّئ “إسرائيل” من كل فترة العدوان السابقة”.
وأوضح الشيخ قاسم: اكشتفوا أنّ اتفاق وقف اطلاق النار لا يحقّق الأهداف التي يريدونها، والمبرّر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح حزب الله لأنّهم يريدون من نزعه طمأنة “الإسرائيلي” وهو مطلب “إسرائيلي””.
وأشار “قول البعض: كيف تنسحب “إسرائيل” إذا لم تنزعوا السلاح؟”، مستدركًا بالقول: “لكنْ هي (“إسرائيل”) معتدية”، متسائلًا: “لماذا تعتدي “إسرائيل” في سورية وتشنّ الغارات في الوقت الذي لا يوجد فيه أيّ تهديد؟”.
وحذّر من أنّه “تحت عنوان أمن “إسرائيل” لا تظل أيّ زاوية إلاّ ويريدون (الصهاينة) تفتيشها واحتلالها وضربها”. وتساءل: “لماذا قصفت “إسرائيل” إيران تحت عنوان وجود نووي، لكنّ كل المفتشين أثبتوا أنّه سلمي؟”، فـ”هي (“إسرائيل”) تريد القضاء على إيران لكنّ إيران استطاعت أنْ تنتصر”، بحسب الشيخ قاسم.
وإذ نبّه إلى أنّ “”إسرائيل” توسُّعية وهي خطر حقيقي “، أشار إلى ما قاله “(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب عن “إسرائيل” وعن غزة، حيث اعتبر أنّ “إسرائيل” دولة صغيرة المساحة وتكبر مساحتها بالاحتلال فطرح طرح “ريفييرا””.
وعلّق الأمين العام لحزب الله على حديث المبعوث الأميركي طوم برّاك بأنّ “لبنان على وشك الانقراض إذا لم يُسرع بالتغيير، فقال: “أي يقول (برّاك) بتسليم لبنان لـ “إسرائيل”، معتبرًا أنّ “المطلوب أنْ يكون هناك “إسرائيل” الكبرى، فهم يريدون تقسيم المنطقة”.
وحذّر الشيخ قاسم من أنّ “التحريض على الفتنة وإلحاق لبنان بقوى إقليمية، على الأقل إلحاقه مرحليًا، بالشام، هذا خطير”، قائلًا: “هم (الأميركيون) يريدون للبنان أنْ يتقسّم بين “إسرائيل” وسورية”.
وفي ما بيّن أنّ “المسألة ليست سحب السلاح، بل هذه خطوة من خطوات التوسُّع لـ “إسرائيل””، أكّد أنّ “السلاح عقبة لأنّه جعل لبنان يقف على رجليه ويمنع “إسرائيل” من التوسُّع”.
وأضاف الشيخ قاسم: “نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأنّ لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعًا للطائف ومندرجاته، نشعر بأنّنا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه”. وأوضح أنّ “كل الطوائف مهدّدة في لبنان”، مخاطبًا اللبنانيين بالقول: “انظروا ماذا يحدث في سورية وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكية في غزة قُصفت. انظروا ماذا يحدث في سورية من بعض المجموعات المسلحة من ذبح”.
وجزم بأنّه “إذا كان اليوم هناك قرار لا يحتاجون (المجموعات المسلحة) إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان”.
وقال: “لدينا كمقاومة قوة الإيمان والموقف، والإمكانات العسكرية جزء له علاقة بقوة الموقف. إذا دافعنا ووقعت خسائر كبيرة عندنا وهذا متوقّع ولكن لدينا الأمل إذا تصدّينا نستطيع أنْ نقفل الباب عليهم ونفتح بابًا للتحرير”.
وحدّد الشيخ قاسم ثلاثة مخاطر حقيقية أمام لبنان، وهي: “”إسرائيل” من الحدود الجنوبية، والأدوات الداعشية على الحدود الشرقية، والطغيان الأميركي الذي يحاول أنْ يتحكّم بلبنان ويمارس الوصاية عليه، ويريد أنْ يعدم قدرة لبنان على التحرّك والحياة”.
وتوجّه إلى اللبنانيين قائلًا: “فلتكن كلمتنا واحدة ونعمل للأولوية، وبعد أنْ نزيل الخطر نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني. أدعوكم ألاّ تقدّموا خدمة لـ “إسرائيل”، ففي المواجهة لا تستطيع أميركا أنْ تحقّق أهدافها”.
وتابع الشيخ قاسم قوله: “لن نتخلّى عن إيماننا وقوّتنا وحاضرون للمواجهة ولا يوجد لدينا استسلام وتسليم لـ “إسرائيل”، ولن تستلم “إسرائيل” السلاح منّا. نعلم أنّ المواجهة مكلفة جدًّا لكنّ الاستسلام لا يبقي لنا شيئًا”، قائلًا للبنانيين: “اتعظوا ممّا يحصل في المنطقة وكل العالم”. وقال: “حاضرون للمواجهة الدفاعية فيما لو اعتدت “إسرائيل””.
وخاطب الأميركيين بقوله: “لا تراهنوا على الخلاف الشيعي – الشيعي فبيئة المقاومة متماسكة وحزب الله وحركة أمل بينهما حلف استراتيجي. لا تراهنوا على الرؤساء الثلاثة فهم لديهم من الحكمة والتعاون لإخراج البلد من الوضع بطريقة صحيحة”.