أوروبا تبقي الباب مشرعاً أمام استيعاب اللاجئين

بفعل اهتزاز الضمير العالمي وضغط الرأي العام:

متابعة/ محمد الجبري

لا تزال تراجيديا اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا بحثاً عن ملاذ آمن تدمي الضمير الإنساني الحر على مستوى الكرة الأرضية بأكملها.. لا سيما بعد تداول صور غرق الطفل السوري إيلان كردي على شواطئ جنوب تركيا التي حركت العواطف الجياشة وبمختلف لغات العالم لدى العالم الحر الذي تفاعل في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزة مع كهذا حدث مأساوي يدمي القلب وتتوجب معه سرعة التحرك من قبل المنظمات الإنسانية لتفادي رحلات الموت من قبل تجار المافيا الذين تسببوا بخلق وإثارة الصراعات من دول (البترو دولار) عن هكذا هجرات إنسانية من قبل اللاجئين السوريين غائبة الوعي.. في حين أن أزمة تدفق اللاجئين السوريين والأكراد تؤرقها وتجعلها تتململ بين الشد والجذب ومنها المجر وجاء ترحيب ألمانيا باستقبال 200 ألف لاجئ سوري ليسجل موقفاً مشرفاً بعد أن دعت انجيلا ميركل المستشارة الألمانية في أكثر مناسبة دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام بمسؤولياتها التاريخية من الوجهة الإنسانية.
غير أن بعض دول الاتحاد مثل المجر والنمسا تخلط الدوافع الإنسانية بالانتماءات الدينية كلاءات مبررة لعدم استقبال واستيعاب اللاجئين وهو ما يبرره رئيس وزراء المجر عند ما قال إن اللاجئين السوريين أغلبهم مسلحون سيؤثرون على مسيحية أوروبا وكأنهم غزاة جاءوا فاتحين بلاد الإفرنجة.. متناسياً ماساتهم وواجبات دولته الأخلاقية تجاه اللاجئين باعتباره وضعاً مؤقتا وربما بتداخل عامل الخوف مع المصالح في دول الاتحاد الأوروبي التي لازالت مترددة في استيعابهم كما تقضي مواد القانون الدولي الإنساني.
وطالبت المنظمات الدولية بإنقاذ بقية تلك الأرواح البشرية من القتل أو من مخاطر العبور إلى دول اللجوء بتسهيل الطريق أمهامهم حتى يصلوا إلى أماكن النجاة.

وفي التفاعلات دعا أنطيونيوغوتيريش المفوض السامي لشؤون اللاجئين أمس الأول الدول الاوروبية إلى بذل جهود جماعية للتعامل مع ازمة اللاجئين والابتعاد عن النهج الراهن الذي قاد الدول الاوروبية إلى الفشل في وضع استجابة فعالة مشتركة .
من جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده سوف تستقبل آلاف اللاجئين السوريين، استجابة لتفاقم الأزمة الانسانية للاجئين، على حد وصفه.

وقال كاميرون: إن الأعداد التي ستستقبلها بريطانيا ستأتي من مخيمات الأمم المتحدة في المناطق المجاورة لسوريا وليست من هؤلاء الذين وصلوا بالفعل إلى أوروبا.

واعتبر كاميرون أثناء لقائه مع نظيره البرتغالي في العاصمة البرتغالية لشبونة أن “بريطانيا لديها مسؤولية أخلاقية” لمساعدة الذين نزحوا عن أماكنهم خلال الصراع السوري الذي امتد لأربعة أعوام.
وأوضح كاميرون أن المزيد من التفاصيل سيتم الاعلان عنها الاسبوع القادم بعد نقاشات مع المنظمات العاملة في المنطقة، وواجهت بريطانيا ضغوطاً متزايدة من اجل زيادة إسهامها في حل أزمة المهاجرين واللاجئين، خلال مباحثات الزعماء الأوروبيين.
وتزايدت الدعوات الموجهة للمملكة المتحدة باستقبال المزيد من اللاجئين بعد نشر صورة صبي سوري، عمره 3 سنوات، غرق على شاطئ في تركيا،وإنه كأب يشعر “بالتأثر العميق” بهذه الصورة غير أنه قال إن استقبال المزيد من الناس ليس بالحل البسيط،غير أنه يبدو أن موقف كاميرون قد تحول وسط ضغوط من قبل شخصيات عامة وسياسية.
من جانب آخر وجه القضاء التركي التهمة رسميا إلى اربعة سوريين متورطين في تهريب المهاجرين واودعوا السجن اثر حادث غرق 12 مهاجراً من بينهم الطفل السوري الصغير.
واوقفت محكمة مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب تركيا اربعة اشخاص   تتراوح اعمارهم بين 30 و40 عاماً بتهمة القتل غير العمد والاتجار باالمهاجرين .
وفي نفس السياق اعلنت المستشارة النمساوية أن النمسا وألمانيا قبلتا معاً استقبال المهاجرين الذين قررت المجر نقلهم إلى حدودها .
وذكرت مصادر إعلامية عن المستشارية النمساوية أن هذا القرار الذي كان دافعه “الوضع الطارئ الحالي على الحدود المجرية “أعلنه المستشار النمساوي وارنرفايمان لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وذلك بالتشاور مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
إلى ذلك أفادت الشرطة النمساوية أمس السبت بإن نحو ألفي لاجئء وصلوا إلى الحدود النمساوية قادمين من المجر وإن الأعداد قد تزداد.
وعبر الحدود النمساوية نحو 400 مهاجر   سيرا على الأقدام وسط أجواء من الفرح للصعود في قطار متوجه إلى فيينا خصصته لهم السلطات النمساويةبعد ان اغلقت المجر جميع قطاراتها الدولية لعدة اياممما ضاعف من مآساة اللاجئين السوريين.

وأكد وزير داخلية ولاية برلين أن هناك برنامجاً ثالثاً يجري الإعداد له حول استقبال 10 آلاف لاجئ سوري إضافي. تصريحات الوزير تأتي قبيل أيام من انعقاد مؤتمر لوزراء داخلية الولايات الألمانية حيث يتوقع تبني الخطة الجديدة.

وأبدى فرانك هينكل، وزير داخلية ولاية برلين في ألمانيا، موافقته على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، تحدث هينكل، المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، قائلاً: إنه “التزام أخلاقي أن نساعد على التغلب على الكارثة الإنسانية في سوريا، وحتى هذه اللحظة أنا منفتح إزاء ما يتعلق بإعداد برنامج ثالث محتمل لاستقبال اللاجئين”. وتابع هينكل قائلا: “وسنناقش خلال مؤتمر وزراء الداخلية تحديد الأعداد”.

#فج_عطان: