ملايين الشعب اليمني تحيي يوم ولاية الإمام علي ” عليه السلام” في 149 ساحة

في يوم تاريخي أعاد فيه الشعب اليمني توجيه بوصلة الأمة إلى حيث يجب أن تكون، إلى وليها وأميرها بعد الله ورسوله الإمام علي (عليه السلام) الذي يصادف يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة يوم تنصيبه أميرا للأمة وخليفة لرسول الله بأمر الله سبحانه وتعالى وبولايته أكمل الله الدين وأتم النعمة على الأمة.

وكما في كل عام خرج الشعب اليمني في المئات من الساحات والميادين في المدن والقرى بوقفات شعبية تخللها كلمات عن المناسبة وأهميتها وزوامل وأهازيج شعبية تعبر عن فرحتهم وعلاقتهم التاريخية بالإمام علي (عليه السلام) ووفائهم لرسول الله واستجابتهم له ولبلاغه التاريخي العظيم في ذلك اليوم المشهود الذي أعلن فيه أمر الله سبحانه وتعالى بعد أن نزلت الآية المباركة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ …} فنصب أقتاب الإبل وصعد عليها ليراه الجميع ثم أخذ بيد الإمام علي ورفعها لتراها تلك الحشود ثم قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) والحدث وواقعة الغدير مشهورة ولا نحتاج للخوض في تفاصيلها فهي واقعة شهيرة عرفتها كل الأمة..

حضور لافت في المناسبات الدينية

يتميز الشعب اليمني باهتمامه الكبير وحضوره الحاشد وتفاعله المتميز مع كل المناسبات الدينية، وبالرغم من الاستهداف الكبير للمناسبات الدينية بدءًا من الحملات الدعائية المغرضة التي تستخدم كل الأساليب وكل المنطق السيء: التكفير والتبديع والتضليل، وكل المفردات السيئة التي يحشدها أعداء هذه المناسبات، يحشدونها من أجل تنفير الناس وإبعادهم عن الاهتمام بهذه المناسبات وصولاً إلى الاعتداءات المباشرة والمتنوعة، قتلاً وجرحاً وأشياء كثيرة متنوعة من أشكال الاستهداف والاعتداء التي ينفذونها منذ أن زرعت الوهابية التكفيرية في المجتمع اليمني لكن الحضور الجماهيري اليمني في مثل هذه المناسبات وبالذات في مناسبتي ميلاد الرسول الأعظم وفي يوم الغدير الأغر.

ومما يتميز به الشعب اليمني عن غيره من شعوب المنطقة هو احتفاؤه الكبير بعيد الغدير يوم الولاية، إذ يبدأ الاستعداد للاحتفال منذ أسبوع من خلال تجهيز الصوتيات والساحات والكلمات والزوامل والمفرقعات وغيرها ومنذ بداية الليلة التي تسبق يوم العيد يصعد اليمنيون الى المرتفعات ويحرقون الإطارات ويطلقون الألعاب النارية ثم يتجمعون في الحارات لترديد الزوامل والأهازيج بعد أن يكونوا قد استمعوا لكلمات ثقافية بين صلاة المغرب والعشاء في المساجد ثم يبكرون في الصباح إلى الساحات المخصصة للاحتفال وقد حملوا معهم في العادة بعض الأنعام لذبحها والتخييم هناك وترديد الزوامل وإطلاق المدافع التقليدية وأداء البرع الشعبي.. كتعبير عن فرحتهم بهذا اليوم امتناناً وشكراً بتمام النعمة وإكمال الله للدين وإعلان ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كخليفة لرسول الله في قيادة الأمة من بعده.

علاقة مميزة بالإمام علي (عليه السلام)

وللشعب اليمني قصص تاريخية وأحداث ومواقف تعبر عن عميق علاقتهم بالإمام علي (عليه السلام) منذ أن اختصهم به رسول الله في بواكير الدعوة الإسلامية، حيث أرسل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الإمام علي إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام وقد خرج أكثر من مرة تكللت مهمته بالنجاح لدرجة أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) سر سروراً عظيما عندما بلغه إسلام أهل اليمن وسماهم (بنفس الرحمن)، وبالرغم أن من آوى ونصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بعد أن خذله قومه كان أهل اليمن من قبيلتي الأوس والخزرج، إلا أن اهتمام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بأهل اليمن جسده حضور الإمام علي في مهمة دعوة أهل اليمن إلى الإسلام كون رسول الله يعرف مكانة الشعب اليمني ودوره المستقبلي في بناء دعائم الإسلام.

وقد توثقت علاقة أبناء اليمن برسول الله وبالإمام علي (عليه السلام) على وجه الخصوص فنشأت علاقة وفاء متبادلة بين أبناء اليمن وبين الإمام علي (عليه السلام) وظلوا بعد وفاة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حاضرين إلى جانب الإمام علي عليه السلام حتى أنهم بهروه بوفائهم، وعبر عن ذلك في الكثير من المواقف وقد وقفوا معه في جميع حروبه التي قادها بعد وفاة رسول الله وكان قائد جيشه هو مالك الأشتر النخعي من أبناء اليمن وسيرته معه مشهورة وقد اعتمد عليه في المهمات الصعبة وقد مدحه في أكثر من موقف حتى أنه تألم كثيرا عندما استشهد وذلك لمكانته فقد كان جليل القدر، عظيم المنزلة، كان اختصاصه بعلي (عليه السلام) أظهر من أن يخفى، وتأسَّف أميرُ المؤمنين (عليه السلام) بموته، وقال: “لقد كان لي كما كنتُ لرسول الله (صلَّى الله عليه وعلى آله) والله لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْدًا، ولَوْ كَانَ حَجَرًا لَكَانَ صَلْدًا، لَا يَرْتَقِيه الْحَافِرُ ولَا يُوفِي عَلَيْه الطَّائِرُ )) كما قال عنه وهو يوصي أمراء جيشه بطاعة مالك ويصف لهم مميزاته: ((“وقَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا وعَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ، فَاسْمَعَا لَه وأَطِيعَا واجْعَلَاه دِرْعًا ومِجَنًّا، فَإِنَّه مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُه ولَا سَقْطَتُه، ولَا بُطْؤُه عَمَّا الإِسْرَاعُ إِلَيْه أَحْزَمُ، ولَا إِسْرَاعُه إلى مَا الْبُطْءُ عَنْه أَمْثَلُ”..

كما كانت رسالة الإمام إلى مالك الأشتر الذي سمي بعهد الإمام علي إلى مالك الأشتر بمثابة خلاصة الخلاصة لمفهوم الدولة في الإسلام..

وفاء لا مثيل له
لقد كانت علاقة اليمنيين بالإمام علي (عليه السلام) علاقة إيمانية جهادية لا علاقة دنيوية مصلحية وبالرغم من أن الطرف الآخر الذي حارب الإمام علي (عليه السلام) ويمثله معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم كان لديهم من المال وحياة البذخ ما يجعل الكثير من النفوس الضعيفة أن تسقط وقد سقط بالفعل آلاف ممن سمع رسول الله وهو يقول لهم في ذلك اليوم وفي غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) لكن الطمع في حطام الدنيا جعل الكثير منهم يتركون علي ويتمسكون بمعاوية.

بقيت القبائل اليمنية هي الأوفى والأنقى وصمدت مع الإمام علي (عليه السلام) وكان لها من الوفاء والمواقف ما يفتخر به الشعب اليمني حتى اليوم .. ولذلك ليس غريبا أن نجد اليوم الملايين من أبناء الشعب اليمني يخرجون في الساحات وفي الميادين ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الاحتفال بهذا اليوم التاريخي رغم ما يتعرضون له منذ 9 سنوات من حرب إجرامية وحصار واستهداف ممنهج من قبل أتباع معاوية وأسيادهم من اليهود والنصارى..
إن هذه الجحافل وهذه المظاهر المبهجة التي رسمها أبناء الشعب اليمني في يوم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد أكثر من 1400 عام لهي خير برهان على عمق الارتباط اليماني بعلي عليه السلام وبأهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله جهادا وتضحية وبذلاً وعطاءً كما كان أجدادهم عبر التاريخ مع الرسول ومع علي ومع الحسين وزيد والهادي وغيرهم من عظماء أهل البيت عليهم السلام.

إن تعلق اليمنيين بالإمام علي عليه السلام ليس لمكانته الاجتماعية أو لقربه من رسول الله فقط بل كان أيضا لمؤهلاته الإيمانية ومواقفه الجهادية العظيمة ودوره المحوري في نصرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وتاريخه الجهادي الطويل المليء بالمواقف البطولية التي كانت جزءا أساسيا في انتصار الإسلام واندحار الكفر .. ولإدراكهم بمكانة الإمام علي عند رسول الله ولما حباه الله من مؤهلات قيادية وإيمانية فهو الأجدر لولاية أمر الأمة بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله..

أهمية الاحتفال بيوم الولاية
وتكتسب مناسبة يوم الولاية أهميتها البالغة في وقتنا المعاصر وفي هذه المرحلة بالذات التي أصبح اليهود والمنافقون يعتلون اكتاف الأمة ويتولون أمرها جهارا نهارا وأصبح التولي لليهود والنصارى فرض عين على كل عربي ومسلم ومن لم يقبل فتهمة الإرهاب والانقلاب جاهزة وعقوبة الحرب والحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية جاهزة ..

وفي وقت أصبحت الأمة تُدفَع باتجاه آخر، بدلاً من تولي الله تولي اليهود والنصارى، تولي أعدائها بل أشد أعدائها، ألد أعدائها، أسوأ وأحقد أعدائها، وثمن التولي لأولئك الأعداء باهظ جداً جداً، فأعداء الله لا يريدون لهذه الأمة أي خير، ونتيجة توليهم أن تتحول الأمة إلى أمة كافرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(آل عمران:الآية100)، ثمن هذا التولي، ثمن هذا التوجه، ثمن التقبل لهذا الدفع في هذا الاتجاه ارتداد عن الدين، الموقف بنفسه يمثل ارتداداً عن الإسلام وخروجاً وانخلاعاً عن قيم هذا الدين، وانفصاماً عن الانتماء لهذا الدين، ويكفينا أن يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، فالتولي لأولئك والتوجه والتقبل لهذه المؤامرة الخطيرة جداً ثمنه ارتداد عن الدين وابتعاد عن الله بكل ما يمثل هذا الابتعاد عن الله من ذل وهوان وخسارة وشقاء وقهر.

بين ولاية الله وعبودية الطاغوت

إن حديث الولاية المتواتر عند جميع المسلمين يعد حجة على المسلمين جميعاً في ولاية الله ورسوله والإمام علي وهذا ما تحتاج إليه الأمة اليوم في زمن الذلة والانبطاح وفي زمن العبودية والتولي لليهود والنصارى.

إن واقع الأمة السلبي نتيجة عدم التزامها بتوجيهات الله ورسوله في مسألة الولاية، وذلك بسيطرة أعدائها وإذلالها واحتلال أرضها ونهب ثرواتها وخيراتها ومقدراتها فمن خلال الواقع اتضح جلياً لمن التزموا بولاية الله ورسوله والإمام علي عليه السلام أن باستطاعتهم قهر الطغاة وقوى الاستكبار رغم فارق العدة والعتاد الكبير، ما يُعتبر ذلك من مصاديق كلام الله في كتابه الكريم.

إن موقف جماهير الشعب اليمني الثابت ضد العدو الصهيوني وقوى الهيمنة والاستكبار العالمي وأدواتها من العملاء والمرتزقة، ودعمه الدائم للشعب والمقاومة الفلسطينية هي إحدى ثمار التولي للإمام علي عليه السلام الذي كان وما زال رمزاً لمقارعة الطغاة والمستكبرين.

لماذا يوم الولاية؟
الاحتفاء بيوم الولاية ليس للاستعراض والترويح على النفس بترديد الزوامل والتفنن في البرع الشعبي بل إن إحياءنا ليوم الولاية (عيد الغدير) هو محطة لتصحيح الواقع العملي والسلوكي ويوما لتجديد ولايتنا لله ولرسوله وللإمام علي ولأعلام الهدى بوعي صحيح وإيمان عملي راسخ.

إن هذه المناسبة في مدلولاتها هي تأكيد على أن الله قد رسم للأمة معالم الطريق وبالتالي فإن الخروج عن تلك المعالم عصيان لله تعالى فالله هو الذي رسم لنا طريقاً ليس من صلاحياتنا أن نختار بدائل عنها سواء في القدوات أو في المفاهيم والمنهجيات العملية والمواقف فاستجابتنا الصحيحة لله أن نقبل منه الطريقة التي رسمها لنا ونلتزم بها.

الذي ينبغي علينا في خط الولاية أن نسلّم أنفسنا لله ليهدينا هو ونتجه في واقعنا العملي على ما يشاء ويريد وعلى حسب توجيهاته وتعليماته ونستهدي بالله ومن خلال أعلام الهدى فيما جعله الله سبحانه وتعالى من خلالهم وأن لا نعتبر أنفسنا مفلتين لمن هب ودب.

مسار الولاية هو مسار واضح ومحدد تحت مظلة الولاية تصنع قناعاتنا وتوجهاتنا ومواقفنا ويحددها لنا الله سبحانه وتعالى ونحن معنيون أن نعتصم بحبله ونتمسك بأعلام الهدى ممن ولايتهم امتداد لولايته وهم عبيدٌ له إنما يشدون إليه، وهم أكثر الناس عبادة وطاعة وتولياً لله من غيرهم.

نحن في هذه المرحلة بأمسِّ الحاجة إلى الإيمان بهذا المبدأ العظيم، الذي يضبط مسار الأمة، ويجعل من انتمائها للإسلام ارتباطاً، وليس فقط مجرد انتماء شكلي روتيني اعتيادي، يقتصر على التزامات محدودة، ضمن طقوس معينة، ضمن عبادات معينة، ضمن أخلاقيات معينة.

مبدأ الولاية هو الضمانة لتحويل انتمائنا للإسلام إلى علاقة وارتباط منهجي للحياة بكلها؛ حتى نعرف أننا أمة مستقلة، نعيش حالة الاستقلال التام الذي يفصلنا عن التبعية بكل أشكالها لأعدائنا من اليهود وغير اليهود، لأعدائنا من المستكبرين في هذه الأرض، من الطاغوت المنحرف عن منهج الله -سبحانه وتعالى- من كل الظالمين والمضلين والمفسدين في الأرض، نرى في الإسلام مشروعاً للحياة نسير عليه، ننعم به بكل ما تضمنه من توجيهات إلهية، نحظى فيه بالرعاية الإلهية.

الإيمان بهذه الولاية ليس مجرد كلامٍ نقوله، ليس عبارةً عن انتماءٍ مذهبي، كمذهب وانتهى الأمر؛ إنما هو علاقة فيها ارتباط مبدأي، وأخلاقي، وعملي، نرتبط بهذا الإسلام في منهجه العظيم، في مشروعه العظيم، فنجعل من عليٍ عليه السلام حلقة الوصل التي تربطنا برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- تربطنا بهذا الإسلام في مبادئه، بهذا الإسلام في أخلاقه، بهذا الإسلام في مشروعه العملي، بهذا الإسلام فيما يقدمه لنا من وعي، من بصائر، من حقائق.
تتجلى مستوى علاقتنا بهذا المبدأ من خلال التفاعل، من خلال تفاعلك أنت بهذه العلاقة، إقرارك بها يساعدك على أن تبني على هذا الإقرار هذا التفاعل اللازم؛ لكي تستفيد، لكي تكون ملتزماً بهذه الولاية في واقعك العملي وفي التلقي الثقافي والفكري الذي تعرف به الإسلام كما هو؛ لتتحرك على أساس ذلك عملياً بالالتزام في مسيرة حياتك، هذه هي المسألة المهمة جداً.

من النعمة أن يكون الإنسان مؤمناً، متقبلاً، منسجماً مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما يقدمه، لأن مسألة التجاهل لهذا الإعلان والبلاغ العظيم، تمثل مسألة الجحود لمدلوله الحقيقي ومعناه الصحيح، وتمثل مشكلةً على البعض من أبناء الأمة، تفصلهم عن هذا الامتداد؛ فلا يستفيدون منه كما هو، فيكونون في موقفٍ صعب، وفي بيئة يسهل اختراقها ويؤثر الأعداء عليها، وفي بيئة يكثر فيها التشويش والاختلال الثقافي والفكري، في بيئة تصعب فيها عملية الوعي والفهم الصحيح والنظرة الصحيحة، في بيئة تعيش حالة الانفلات والفوضى على المستوى الثقافي والفكري؛ فيسهل فيها الاختراق ويسهل فيها التأثير.

من يعيشون حالة الانتماء لهذا المبدأ العظيم عليهم أن يكونوا واعين لما يعنيه هذا الانتماء في تفاعلهم؛ حتى يعيشوا ثمرة هذا الانتماء وهذا الإيمان، ثمرته العظيمة التي وعد الله بها برعايته -سبحانه وتعالى- حتى يُحسوا بهذه العلاقة مع الله، علاقة الولاية الإلهية في الارتباط بالله -سبحانه وتعالى- من خلال الارتباط الصحيح والواعي والفاهم والكامل بمشروعه.