تقرير مسرب للأمم المتحدة: تحالف السعودية نفذ هجمات واسعة ومنهجية ضد أهداف مدنية في اليمن

أكد تقرير مسرب للأمم المتحدة أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي ارتكب جرائم واسعة بحق المدنيين اليمنيين بصورة ممنهجة.

وبحسب شبكة الأنباء الإنسانية التابعة للأمم المتحدة(أيرين)، فقد كشف تقرير أعده فريق من خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن، تم تسريبه الشهر الماضي، أن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ هجمات “واسعة ومنهجية” ضد أهداف مدنية منتهكاً بذلك القانون الدولي الإنساني.

وتقول الشبكة، في تقريرلها بحثت فيها أسباب عدم إهتمام بما يحدث في اليمن من أزمة إنسانية ونشر اليوم الأحد، “إن جماعات حقوق الإنسان تضغط على المملكة المتحدة بشكل خاص لتحملها على إعادة النظر في مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، التي سجلت في العام الماضي رقماً قياسياً، وصل إلى 2.8 مليار جنيه استرليني (4.2 مليار دولار) في الأرباع الثلاثة الأولى من العام فقط”.

ويضيف التقرير” يُعد هذا الرقم ضئيلاً أمام مبيعات السلاح الأمريكية. فمنذ سبتمبر 2014، أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونجرس بأن إجمالي مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وصل إلى أكثر من 21 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الكونجرس قد عارضوا صفقة الذخائر جو-أرض المقترحة بمبلغ 1.29 مليار دولار بسبب مخاوف من طريقة استخدامها في اليمن، إلا أن الصفقة على ما يبدو ستتم”.

وتابع” دعا كريس ميرفي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً بلاده للخروج من الحرب، لكنه لا يشكل في الغالب سوى صوت وحيد”.

وفي هذا الصدد، قال ميرفي: “أنا لا أرى أي أدلة الآن على أن السعوديين يشنون تلك العملية العسكرية بطريقة مسؤولة. إنها تفاقم الأزمة الإنسانية داخل اليمن”.

وأوضح تقرير (ايرين): ” الحقيقة هي أن مشاركة المعلومات الاستخبارية مع المملكة العربية السعودية تشكل جزءاً رئيسيا من السياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية منذ سنوات، اللتين تعتبران المملكة قوة استقرار في المنطقة. وفي ظل قيام الحوثيين بمهاجمة حدودها وإثارة السعودية للتهديد الذي يمثله النفوذ الإيراني، من غير المرجح أن يكبح الغرب جماح حلفائه”.

وذكر التقرير” في هذه الأثناء، تميل وسائل الإعلام للتركيز على الصراعات الإقليمية الأكبر في سوريا والعراق، التي يتضح أثرها على الغرب بشكل أكبر من حيث عدد اللاجئين وهجمات المتطرفين والمخاطر الجيوسياسية”.

من جانبه، أوضح بيتر ساليسبري، الخبير في الشؤون اليمنية من معهد تشاتام هاوس أن “صناع السياسة محدودي التركيز، ويفكرون في مدى قصير نسبياً، ويهتمون بالأشياء التي تستحوذ على عناوين الصحف”.

ويؤكد التقرير”هناك أيضاً نوع من الفتور في همة المتعاطفين مع الأزمة، وهو شعور بأنه ليس لدى الجمهور مساحة لفهم اليمن عندما تكون عقولهم متخمة بالعديد من حالات الطوارئ الأخرى، والأكثر إلحاحاً”.

وأشار إلى أن “تقديرات منظمة الصحة العالمية تقول إن عدد الوفيات المتصلة بالصراع في اليمن وصل إلى أكثر من 6,000 حالة خلال 11 شهراً الماضية. ونظراً لتدهور حالة النظام الصحي في اليمن (هناك نقص في الإمدادات، ناهيك عن وجود 69 مرفقاً تعرض لأضرار أو دمر بالكامل) يفتقر 14.1 مليون يمني للرعاية الصحية الكافية، ويمكن القول بأن العدد الحقيقي أعلى من ذلك”.