في ذكرى الـ 16 لرحيل شاعر اليمن الأكبر عبدالله البردوني

ننشر لكم احدى قصائده التي تدل على صدق نبوءاته الشعرية مما يحدث اليوم منذ عقود.

( في وجه الغزوة الثالثة )

——————————

حسنا .. إنما المهمّة صعبة

فليكن ، ولنمت بكلّ محبة

يصبح الموت موطنا حين يمسي

وطن أنت منه أوحش غـربة

حين تمسي من هضبةٍ بعض صخر

وهي تنسى ، أنّ اسمها كان هضبة

فلتصلِّبْ عظامنا الأرضُ ، يدري

كلّ وحش أنّ الفريسة صلبة

ولنكن للحمى الذي سوف يأتي

من أخاديدنا جذورا وتُـربة

مبدعات هي الولادات ، لكن

موجعات .. حقيقة غير عذبة

***

ولماذا لا تبلع الصوت ؟ عـفـوا

من توقّى إرهابهم زاد رهبة

كيف نستعجل الرصاص ونخشى

بعد هذا ، نباح كلب وكلبة !

هل يردّ السيولَ وحلُ السواقي؟

هل تدمّي قوادمَ الريح ضربة ؟

أنت من موطن يريد ، ينادي

من دم القلب ، للمهمات شعبه

***

اتفقنا .. ماذا هناك ؟ جدارٌ

بل جبينٌ ، عليه شيء كـقُـبَّة

ربّما ( هـرةٌ ) تلاحـق ( فأراً )

ربما كان طائرا خلف حبَّـة

إنما هل يرى التفاهات حيٌّ ؟

تلتقي أحدثُ الخطورات قُـربه

هل ترى من هناك ؟ غزوا يُـقـوِّيْ

قبضتيه ، يحـدُّ مليون حربة

يحتذي (البنكنوت) يومي إليه

وعليه من البراميل جُـبَّة

إنّه ذلك الذي جاء يوماً

وإلى اليوم ، فوقنا منه سُـبَّة

***

قبل عام وأربعين اعـتـنـقـنا

فوق ( أبها ) عناق غير الأحبة

والتقينا به (بنجران) حينا

والتقينا بقلب (جيزان) حـقـبة

والتقينا على ( الوديعة ) يوماً

والمنايا على الرؤوس مُـكـبَّـة

جاء تلك البقاع ، خضنا ، هربنا

وهي تعدو وراءنا مُـشـرئـبَّـة

إنـها بعـض لحـمـنا ، تـتـلـوَّى

تحت رجليه ، كالخيول المخـبَّـة

في حـشاها مـنَّـا بذورٌ حبالى

وجذورٌ ورديَّـةُ النّبض خـصبة

***

ماله لا يـكـرُّ كالأمس ؟ أضحت

بين من فـوقـنا ، ونـعـلـيه صُحبة

إنـهـم يـطـبخـونـنا ، كي يذوقوا

عندما ينضجوننا ، شرّ وجبة

خصمُنا اليوم غيرُهُ الأمسَ طبعا

البراميل أمركت (شـيـخَ ضـبَّـة)

عـنـده اليوم قـاذفـات ونـفـطٌ

عندنا موطنٌ يرى اليوم دربـه

عنده اليوم خـبرةُ الموت أعلى

عندنا الآن مهنة الموت لعبة

صار أغنى ، صرنا نرى باحـتـقـار

ثروة المعتدي ، كسروال ( قـحـبـة )

صار أقوى ، فـكـيف نـقـوى عليهِ

وهو آت ؟ نمارس الموت رغـبة

ونـدمِّي التلال ، تـغـلي فـيـمـضي

كُـــلُّ تلٍّ دامٍ ، بألفـيِّ رُكْـبـة

ويجيد الحصى القتالَ ، ويدريْ

كُـلُّ صخرٍ ،أنّ الشجاعة دُربـة

يصعب الثائر المضحِّيْ ويـقـوى

حين يدري أنّ المـهـمة صـعـبة