الكشف عن مؤامرة للإطاحة بولي العهد السعودي محمد بن نائف

كشفت مصادر رفيعة المستوى عن نية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز التنازل عن العرش لصالح ابنه ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، ضمن خطة تقضي أيضاً بعزل ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف.

وقال تقرير لمعهد واشنطن لشؤون الخليج إنه وبحسب مصادر مقرّبة من مجريات الخطة، أخبر الملك سلمان أشقاءه بأن استقرار المملكة السعودية يحتاج إلى تغيير الخلافة على العرش إلى عامودية بين الأبناء فيما هي الآن أفقية بين الأشقاء، وبالتالي نقل الحكم إلى ابنه محمد.

ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932، انتقلت الخلافة على العرش من الملك المؤسس عبد العزيز إلى ابنه سعود ففيصل ثم خالد وفهد وعبد الله حتى وصل الحكم إلى الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز في 23 كانون الثاني / يناير 2015. وبحسب الإجراءات الحالية، فالخلافة على العرش تنتقل إلى ولي العهد محمد بن نايف الذي وبحسب التقرير، تم تهميشه من قبل ابن عمّه ولي ولي العهد محمد بن سلمان.

وأوضح التقرير أن الملك سلمان استند في خطته إلى التجربة الأردنية في ترتيب انتقال الحكم من الخلافة على العرش بين الإخوة إلى انتقال الخلافة على العرش عامودياً من الملك إلى أبنائه، واستند أيضاً إلى أن الأمير محمد بن نايف لا أبناء ذكور لديه بينما الأمير محمد بن سلمان لديه ولدين، سلمان ومشهور.

وأشار التقرير إلى أن الملك سلمان ينوي التنازل عن العرش لابنه وهو لا يزال على قيد الحياة ليضمن عدم تهميش ذرّيته وإخراجها من السلطة كما حصل مع أبناء الملوك السعوديين السابقين. ويلفت التقرير إلى أن المصادر لم تشر إلى وقت محدد للعملية التنازل ولكنهم قالوا إن ذلك قد يتم في غضون أسابيع، وأن الملك ينفق مئات الملايين حالياً لشراء الدعم لقراره ضمن العائلة الحاكمة.

ووفقا لمراقبين، فإن مستقبل السعودية بات مرهوناً بإفرازات العلاقة بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.

ويقول من حضر اجتماعات بين الأميرين -ابني العم- إن تعاملاتهما العلنية يسودها الوئام والاحترام، لكن مثل هذه الروايات أخفقت في تهدئة شكوك تساور بعض السعوديين، عن أن هذا المظهر الودي فيما يبدو يخفي علاقة “شائكة”.

والأمير محمد بن نايف -الأكبر سنا- شخصية لها باع طويل في الحياة السياسية بالسعودية، أما الأمير الأصغر فخبرته قليلة نسبيا، لكنه الابن المفضل للملك سلمان.

وبالرغم من اعتياد السعوديين على بعض التحزب بين أمراء الأسرة الحاكمة الذين يعدون بالمئات، يقول كثير من السعوديين المطلعين على بواطن الأمور إن العلاقة بين الرجلين ببساطة “حساسة” بدرجة لا تسمح بمناقشتها في العلن. في نفس الوقت أقر البعض بأنه سمع عن خلافات مستترة، لكنه رفض أن يكون أكثر تحديدا.

وفي سبتمبر الماضي عزل الملك سلمان سعد الجبري، أحد معاوني ولي العهد من منصبه كوزير للدولة، في خطوة لم يصدر تفسير رسمي لها، وأدت إلى تكهنات بين السعوديين ودبلوماسيين في منطقة الخليج بأنها تعكس توترا أوسع نطاقا بين النخبة الحاكمة.

المسيرة نت: