مظلومية وانتصار

العملية العسكرية البحرية اليمنية.. أبعاد ونتائج

كتب: المحرر السياسي
من أبرز النتائج التي أسفرت عنها العملية العسكرية الناجحة التي نفذتها القوات البحرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب أنها لفتت العالم كله إلى مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت آخر استعمار في العصر الحديث وما يمارسه من ظلم كبير ضد الفلسطينيين العزل.
لم تعد مصداقية ما يسمى بالعالم الحر على المحك بل لقد انهارت تلك المصداقية وسقطت معها المُسلّمات والشعارات التي روجت لها دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية عقوداً من الزمن والمتمثلة بما أسموها حقوق الإنسان وحرية الصحافة وتعظيم المثل العليا للإنسانية، سقطت كل تلك الشعارات في الوحل وتعرت مصداقية الدول الاستعمارية وباتت ملاحقة بلعنات الشعوب المظلومة وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.
لقد ألحقت العملية العسكرية اليمنية بكيان الاحتلال الصهيوني، وداعميه وحلفائه وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا، هزيمة قاسية متعددة الجوانب؛ ففي الجانب السياسي لم تعد معظم دول العالم تقتنع بالمقاربة السياسية للقضية الفلسطينية من وجهة النظر الصهيونية الأمريكية البريطانية التي ظلت تسوقها لعقود من الزمن تحت مسمى أحقية “إسرائيل” بالعيش في أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي الجانب العسكري كانت الهزيمة التي ألحقتها البحرية اليمنية بكيان الاحتلال وأقوى دولتين عسكريتين في العالم ـ أمريكا وبريطانياـ مدوية تمكنت خلالها البحرية اليمنية بصواريخها البالستية دقيقة التصويب ومسيراتها المتطورة من وضع حد للعربدة الأمريكية البريطانية الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.
وفي الجانب الاقتصادي كان تأثير العملية العسكرية اليمنية على كيان الاحتلال قاسية إذ شلت حركة الموانئ المحتلة خاصة ميناء أم الرشراش (ايلات) وتوقفت حركة الاستيراد والتصدير فيها، الأمر الذي خلف وضعاً اقتصادياً صعبا للكيان الصهيوني.
أوجدت العملية العسكرية اليمنية حراكاً إيجابياً على المستوى الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية وعرف العالم حقيقة الإجرام الصهيوني الأمريكي البريطاني بحق الشعب الفلسطيني التي ظلت الآلة الإعلامية الغربية الصهيونية لسنين طويلة تعمل ما يمكن تسميته بغسيل دماغ للمواطن الأوروبي، وفي دول العالم كله لخلق قناعة التأييد المطلق لكيان الاحتلال على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لكن الآن تغير الواقع وأصبح العالم كله يعي ويعرف حقيقة الكذب الإعلامي الأمريكي والغربي وسقطت تلك المنطلقات والمفاهيم السياسية التي حاولوا تسويقها في العالم دعماً لكيان غاصب ومحتل .
وأخيراً انتظم الملايين من المواطنين في شوارع المدن الأمريكية والأوروبية ومختلف دول العالم تأييداً للشعب الفلسطيني ودعما له في مواجهة كيان استعماري لا يقل بشاعة وإجراماً عن النازية كما تغيرت مواقف المنظمات الحقوقية والجماهيرية والنقابية في العالم وأصبحت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.