مظلومية وانتصار

تدمير قباب في تعز.

تعز-تدمير قباب

تقارير / 1 أغسطس / إسماعيل المحاقري: خلال أقل من أسبوع يَقْدِم مرتزقة العدوان على تدمير معلمَينِ من أبرز المعالم التاريخية و الأثرية في مدينة تعز، كان آخرها مسجد وضريح الشيخ عبدالهادي السودي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن الهجري.

وبالتالي يتصدّر التدمير الممنهج للأضرحة والقباب والصروح التاريخية الدينية المشهد العام في محافظة تعز، فيما بدا أنه دفعٌ باتجاه تعميق الشرخ بين الفئات المجتمعية واستكمال محاولة قوى الغزو والاحتلال، وتكريس سياسة الفرز الطائفي والفصل المناطقي والعنصري في البلد.

وامتدادا لهذا المسلسل الإجرامي الذي بدأ من لحج واستوطن حضرموت قبل أن ينتقل إلى محافظة تعز بالتزامن مع اقتحام المرتزقة وعناصر القاعدة وداعش لقرى الصراري، حيث أقدمت هذه الأدوات أو من يطلقون على أنفسهم “المقاومة الشعبية” على إحراق مسجد الإمام جمال الدين الجنيد وتفجير ضريحه الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 400 سنة، وتلا ذلك تفجير مسجد وضريح الشيخ عبدالهادي السودي أحد كبار أقطاب الصوفية في المدينة القديمة بحي الأشرفية والذي عاصر عهد الدولة الرسولية والطاهرية في القرن الثامن الهجري، وسمي فارض اليمن، ورافق القطب أحمد بن علوان الذي يخشى المواطنون أيضًا من نسف ضريحه ومسجده الواقع في منطقة “يفرس” بجبل حبشي.

وهنا ورغم وحشية هذه الأعمال وبشاعتها والتي وصلت إلى حد نبش القبور وحرق رفاة المتوفين هو مشهد يعيد للأذهان ما ارتكبته جبهة النصرة ومتفرعاتها في سوريا، إلا أن إعلام العدوان السعودي الأمريكي حرص على تغطيتها والاحتفاء بها، واضعا إياها في مصاف إنجازاته العسكرية، وهو ما يكشف عن واحدية المشروع الداعشي بقيادة المملكة السعودية.

وأمام هذه الجرائم التي لا يبررها عقل ولا منطق، ومقابل ما أثارته من موجة غضب وردود أفعال منددة واسعة؛ لم يجد المدعو “أبو العباس” قائد مرتزقة ومجاميع داعش في تعز والمموَّل إماراتيا إلا إنكارها رغم إدراكه بزيف ما يدّعيه، وهو الذي سبق وأن أنكر تفجيره للمسجد التاريخي في “الصراري” قبل أن تفضحه أدواته بنشرها مقطع فيديو أثبت فضاعة ما ارتكبوه بالصوت والصورة.

وهكذا تدور رحى الحرب وخرائط التقسيم والتفتيت في اليمن بإيعاز مباشر من قوى العدوان آخذا بالعناوين الطائفية والمناطقية العريضة، كما حدث في الجنوب لتبرير تهجير أبناء تعز، وصولا إلى الأخذ بعناوين أكثر جزئية لضرب النسيج الاجتماعي في محافظة كانت تُعَدّ الأكثر تمدّنًا، وتعتبر العاصمة الثقافية لليمن.