مظلومية وانتصار

عيد الأضحى .. تجسيد للعطاء وروح التكافل الاجتماعي !!

استطلاع/ أسماء حيدر البزاز

عيدٌ مميزٌ بروح العطاء والإيثار والتكافل الاجتماعي، أثبت فيه اليمانيون صدق الأخوة وعمقها مجسدين معان التوحد والإخاء والتعاطف والتراحم، فمن له زاد في مأكله ومشربه وملبسه يعطيه لمن لا زاد له، في ظل هذه الظروف والأوضاع الاقتصادية المتردية والحصار الجائر على بلادنا، إلا أن التكافل الاجتماعي سمة متجذرة في أعماق أبناء هذا الشعب المعطاء، ضروب من البذل والإيثار وقصص رائعة من التكافل نبينها في سطور الاستطلاع الآتي:

منار العقبي – أعمال حرة – تقول: كنا قلقين من إن يأتي هذا العيد ونحن معدمين للغاز المنزلي خاصة بعد انعدامه في الكثير المحلات المتخصصة لبيعه إلا أن جيراننا ما أن علموا بحاجتنا حتى زودونا باسطوانتين للغاز بعد أن ظللنا مدة شهر معدمين منه، فلم يهنئ لهم أن يأتي العيد وجراهم محروم من أبسط حاجياته وأهمها، فالعيد عيد الله ولا تكتمل الفرحة إلا بإسعاد الآخرين وتفريج كربهم وبهذا استطعنا تجهيز مستلزمات العيد حسب الظروف والمقدرة.
فرحة وتعاون
ناصر أيوب – موظف – يقول هو الآخر: انقطاع الكهرباء إحدى منغصات العيد فلا تلفاز يسلينا ولا نستطيع شحن تلفوناتنا أقل شيء لنتواصل وقت العيد ونتبادل التهاني والزيارات ولنطمئن على من حولنا، إلا أن محمد الضيفي وهو تاجر جملة يقطن جوارنا ما إن حدثته عن ذلك حتى تكفل بإيصال سلك كهربائي من محله إلى منزلنا دون أي مقابل هكذا لله في الله .. كمكرمة عيدية وتقديراً للظروف ومعنى الجورة والأخوة والتكافل فيما بيننا.
تفريج الكرب
نوع آخر من روح التكافل تبينه لنا أم سند عبدالقادر وهي أرملة استشهد زوجها أثناء غارات العدوان على منطقة كريتر بعدن ليترك بعده زوجة وثلاثة أبناء حيث تقول أم سند: رحل زوجي عنا في ظروف نحن أحوج فيها إليه لنعيش أنا وأبنائي على نارين، نار فراحة ونار صعوبة العيش وتكاليفه، فما إن اقترب العيد حتى يلوذ أبنائي للبكاء وهم يرون اقرانهم واصدقاءهم برفقة والدهم يشترون ويتكسون للعيد بأبهى الملابس والثياب ومستلزمات العيد من مأكل ومشرب وهم من ذلك معدمون محرومون.
ومضت أم سند تقول: غير أن أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء كانوا سباقين لإدخال البسمة على أطفالي الأيتام الذين ما لبثوا أن رأوا ملابس العيد الجديدة لهم حتى كادوا يطيرون من الفرحة وكأنهم ملكوا الجنة متشوقين للعيد ولزيارات أهلهم وذويهم ومتباهين بثيابهم الجديدة، فجزى الله خيراً كل من شعر بالمحتاجين ودعمهم وأسعدهم خاصة في هذه الأيام العيدية المباركة.
ظروف قاهرة
وأما الحاج محمد نعمان، رجل هذه المرض والألم حيث يعاني من فشل كلوي ويعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد غير أن حالته الصحية أردته طريح الفراش لا يقدر أن يعول أسرته ولا أن يشتري لهم أدنى احتياجات العيد، فكانت روح الإخاء والتكافل والعطاء من قبل جيرانه الذين توافدوا إليه ليلة العيد بمختلف المستلزمات المعيشية والعيدية ليبتهج هو وعائلته ويذرفون دموع الفرح والشكر والعرفان لهذه المشاعر المسؤولة والكريمة.
كثيرة هي روح العطاء والإحسان الذي يجسدها دائماً أبناء الحكمة والإيمان ليأتي هذا العيد ليجسد تلك المعاني السامية المتجذرة في أعماق هذا الشعب الكريم.

#فج_عطان: